يعيش النجم الساحلي حاليا فترة من أحلك فترات تاريخه الذي يزخر بالتتويجات والأفراح والمسرات. فلسنوات طويلة ظلت هذه القلعة العتيدة عصية على الفضوليين الذين يحاولون عبثا تقصي أخبارها وأحوالها، وكان كل ما يحدث داخلها من خلافات ومشاكل وصراعات مهما عظمت من قبيل الأسرار التي لا تتعدي عتبة الأسوار. وظل الفريق، رغم كل شيء، يفرض التقدير والاحترام ويوحي للجميع انه فوق كل الشبهات والاتهامات والانتقادات التي كانت توجه إليه من هنا وهناك بين الفينة والأخرى وان أحوال النادي تسير علي أحسن ما يرام وذلك بفضل تضامن أعضائه واتحادهم وتكاتفهم وسعيهم جميعا إلي تحقيق مصلحة النجم بعيدا عن المصالح الضيقة. أما اليوم ، فقد تغير الحال بعد أن انقسم الفريق إلي شقين، شق يناصر الرئيس حافظ حميد ويتحدث عن مؤامرة تحاك ضده لعزله رغم انه اعتلي سدة الرئاسة بصفة شرعية عن طريق الانتخابات ، متهما أطراف المؤامرة بالسعي إلي تقليص صلاحياته لتبقي في حدود التسيير المالي بعيدا عن أخذ القرارات والإجراءات العملية. أما الشق الثاني ، فيري أن الربان الجديد للنجم تنقصه الخبرة في مجال التسيير، فراح يكيل التهم ويوجه الشتائم واللوم لرموز النادي عبر مختلف وسائل الإعلام. وبقطع النظر عن الطرف المذنب أو الصائب، فان الخاسر الأكبر في كل هذا هو النجم الذي كان مضرب الأمثال في حسن التسيير والتنظيم والترتيب داخل البيت وخارجه. وها إن هذه الصورة قد تراجع بريقها في ظل سياسة التذبذب والارتباك والارتجال وتعدد الشطحات والمهازل وكثرة الأخطاء والهفوات حيث تكثفت التعيينات العشوائية التي تلتها إقالات واستقالات في مدة وجيزة شملت المدربين والمديرين الرياضيين والمسيرين فضلا عن تسجيل انتدابات فاشلة زادت في إثقال كاهل ميزانية النادي وأدت إلي تحقيق نتائج دون المأمول مما جعل بعض اللاعبين في الفريق يرغبون في فسخ عقودهم. وأمام هذه الوضعية المتردية التي أصبح عليها النجم بسبب سوء تصرف أبنائه ، بات من الضروري اليوم علي رجالاته الجديين والغيورين علي مستقبل النادي التحرك السريع من اجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه واتخاذ قرارات ناجعة وعاجلة وحاسمة لإعادة النجم إلي مداره الصحيح حتي يشع من جديد.