عون أمن أفرغ شحنة 14 رصاصة في صدر حمدي بدم بارد.. وعائلة الضحية تطالب بالعدالة فجّرت عائلة المهاجر التونسي حمدي بن حسن الذي قتل قبل أيام بمدينة رافينا شمال إيطاليا والقاطنة بمدينة الفحص من ولاية زغوان مفاجأة من الوزن الثقيل عندما اتهمت السلط الأمنية الإيطالية بتضليل الرأي العام وتسريب رواية مغلوطة لوسائل الإعلام ببلادها حول ملابسات مقتل حمدي في أعقاب مطاردة سيارته وفندت بالتالي الرواية البوليسية التي ترمي إلى تبرئة اثنين من أعوانها. وقال شقيق الضحية في لقاء مع»الصباح» إن حمدي هاجر منذ سنوات إلى إيطاليا حيث استقر بإحدى مناطق الشمال الإيطالي بطريقة قانونية حيث عثر على موطن شغل في اختصاصه(ميكانيك) ثم تزوج وكان يجهد نفسه لضمان مستقبله غير ان 14 رصاصة غادرة حرمته الحياة وقضت على أحلامه وأحلام عائلته.
خلاف قديم
وأضاف محدثنا: »لقد كان أخي في خلاف متواصل مع عون أمن يكنى ب»بوباربيش» ويعمل بمدينة رافينا والذي ظل يتحين فرصة الانتقام من حمدي، وليلة الواقعة تحول أخي على متن سيارته(من نوع أودي أ3) إلى مارينا رافينا رفقة صديقيه التونسيين(أحدهما يدعى سمير سحنون) للسهر، وبعد أن تسامروا استقلوا السيارة للعودة إلى مقرات إقامتهم، ولكن بوصول السيارة إلى حاجز أمني تلقى السائق إشارة من عون الأمن المشار إليه للتوقف بعد أن تعرف على السيارة من خلال اللوحة المنجمية ولكن حمدي فر خشية حجز العون للسيارة كما فعل سابقا معه باعتبار نسيانه لوثائق السيارة بالمنزل إضافة إلى كون مرافقيه لا يحملان وثائق الإقامة». وذكر الشقيق الملتاع نقلا عن أحد الناجييْن من هذه الجريمة أن عونا الأمن ركبا سيارتهما الإدارية وطاردا سيارة حمدي بعد ان طلبا التعزيز من سيارة ثانية وبعد مسافة معتبرة صدمت السيارة الأمنية الأولى سيارة حمدي من الخلف فيما أجبرتها السيارة الثانية على التوقف بعد أن ربضت أمامها.
قتل بدم بارد
محدثنا أكد أن عون الأمن الذي كان في خلاف دائم مع شقيقه نزل مباشرة من السيارة، ودون مقدمات أشهر مسدسه ووجه فوهته نحو حمدي ثم ضغط على الزناد مصيبا إياه ب 14 رصاصة في الصدر مما تسبب في وفاته، أما الراكب الثاني فقد لحقت به إصابة بليغة في الفم بعد الاعتداء عليه بآلة صلبة فيما نجا الثالث(سمير سحنون) من الاعتداء، وذكر محدثنا نقلا عن أحد الناجيين- أن المسؤول عن الدورية الامنية أمر بقتل الشبان الثلاثة حتى لا يفتضح أمرهم ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان وتجمع مواطنون بالمكان..الشقيق الذي كان في حالة نفسية متدهورة أعلمنا أن حمدي لم يحمل يوما سلاحا ناريا وطعن في رواية البوليس الإيطالي حول وجود تبادل لإطلاق النار أو تدخل مروحية أثناء المطاردة، مؤكدا على أن الأعوان اختلقوا تلك الرواية من باب العنصرية ليظهروا في مظهر الضحية وليس المجرم. وطالب في خاتمة حديثه إلينا بضرورة أن تعتذر السفارة الإيطالية بتونس لكل التونسيين عن هذه الجريمة العنصرية وغير المبررة وأيضا لعائلة الضحية الذي من المنتظر أن يصل جثمانه مساء اليوم إلى تراب الوطن، إضافة إلى محاكمة عوني الأمن محاكمة عادلة تنصف حمدي.
رواية ملفقة
وكانت وسائل الإعلام الإيطالية قالت نقلا عن مصدر امني إن حمدي كان قضى السهرة بمارينا رافينا رفقة شخصين آخرين ثم استقلوا سيارة من نوع»أودي أ3» للعودة إلى منازلهم، ولكن على مستوى أحد الحواجز الأمنية تلقى السائق إشارة بالتوقف غير أنه فرّ فطاردته سيارة أمنية ووقع حسب ما أفادت به الصحف الإيطالية تبادل لإطلاق النار استعانت أثناءه الدورية الأمنية بطائرة عمودية قام أحد أفراد طاقهما بإطلاق وابل من الرصاص الحي من فوق نحو السيارة فتسبب في إصابة الركاب الثلاثة، وبنقلهم إلى المستشفى احتفظ باثنين منهم بالمستشفى فيما أخضع حمدي لعملية جراحية استعجالية بعد أن أصابته الرصاصة في الصدر غير أنه فارق الحياة.. وهي الرواية التي نفتها عائلة الضحية.