كشف تقرير مختص في المجال العقاري تم عرضه ضمن فعاليات معرض البعث العقاري الذي انتظم مؤخرا بالعاصمة أن أسعار العقارات قد شهدت ارتفاعا غير مسبوق بداية من النصف الثاني من السنة الماضية. وأفاد التقرير أن هذا الارتفاع في أسعار العقارات قد شمل كافة مناطق البلاد دون استثناء والمناطق الراقية السكنية والسياحية على وجه الخصوص. وأرجع التقرير سبب ارتفاع أسعار العقارات في البلاد إلى ندرة أراضي البناء في المدن الكبرى ومحيطها من ناحية وإلى ضعف ومحدودية تدخل الوكالة العقارية للسكنى في مجمل المناطق. كما أفاد التقرير من جانب آخر أن الطلب على العقارات السكنية من الأجانب وخاصة منهم الليبيين زاد في ارتفاع الأسعار فما يربو عن 20 ألفا منهم يقيمون حاليا بالمدن التونسية وعدد كبير منهم يسعون إلى الاستقرار ببلادنا لأسباب أمنية وسياسية فرضها واقع الثورة الليبية.
ارتفاع مشط في سعر المتر المربع من الأراضي
وحسب التقرير الذي شمل مسحا شاملا لكافة الجوانب المتصلة ببيع العقارات المبنية فقد جاء أن سعر المتر المربع الجاهز قد ارتفع في أغلب المناطق بحوالي 400 دينار وذلك بداية من الفترة الممتدة بين 2008 و2011 . وعلى الرغم من الصعوبات التي مر بها قطاع المقاولات وتعطل نشاطه كغيره من القطاعات نتيجة ما حصل من اضطرابات بعد الثورة ، فإن أسعار العقارات والأراضي المعدة للبناء عرفت نسقا تصاعديا متواصلا. وجاء في جدول مقارنات أعده بعض الخبراء داخل المعرض بخصوص الأسعار المتداولة للأراضي المعدة للبناء أن الأراضي المعدة للبناء في ضاحية قرطاج تبقى الأغلى في تونس الكبرى وفي كامل البلاد التونسية، وتليها في ذلك ضواحي سيدي بوسعيد والمرسى وقمرت. أما داخل البلاد فإن الحمامات والقنطاوي هما المنطقتان الأرفع ثمنا بحكم الطلب الكبير عليهما وتليهما في ذلك كل من نابل وقلبيبة وبنزرت.
وأفاد التقرير الذي تم إعداده في هذا الجانب أن أسعار المتر المربع الجاهز في جهات تونس الكبرى أستقر حاليا على النحو التالي: قرطاج ( 2500 إلى 3000 دينار) ، البحيرة 2 ( 1800 إلى 3000 دينار) ، البحيرة 1 ( 1800 إلى 2200 دينار) ، سيدي بوسعيد (2200 إلى 2500 دينار)، المرسى وقمرت ( 1800 إلى 2500 دينار)، النصر (1500 إلى 1900 دينار)، المنازه (1400 دينار)، شارع بورقيبة بالعاصمة (1400 إلى 2500 دينار)، العوينة (1150 إلى 1350 دينار)، عين زغوان ( 1600 إلى 1900 دينار)، رواد ( 850 إلى 1000 دينار)، حمام الشط (900 إلى 1000 دينار)، المروج (950 إلى 1200 دينار)، بن عروس ( 950 إلى 1300 دينار)، المدينةالجديدة (1000 إلى 1200 دينار)، أريانةالمدينة (1300 إلى 1500 دينار)، سكرة (1200 إلى 1800 دينار)، الغزالة ( 1100 إلى 1350 دينار) النحلي ( 1350 إلى 1600 دينار)، حمام الأنف (1100 إلى 1200 دينار)، حمام الشط (900 إلى 1000 دينار). وبالنسبة للمدن الكبرى داخل البلاد فيتواصل ارتفاع أسعار العقارات على أشده لتكون الأمثلة التي قدمها التقرير حولها على النحو التالي في بعض الجهات. صفاقسالجديدة ( بين 1100 و1250 دينار)، القنطاوي (1200 إلى 2300 ) ، الحمامات ( 1600 إلى 2200 دينار)، بنزرتالمدينة (1150 إلى 1200 دينار)، طبرقة ( 1000 إلى 1350 دينار)، نابلالمدينة (1300 إلى 1600 دينار)، قليبية (1400 إلى 1500 دينار). ويشير تقرير الخبراء في هذا المجال أنه لا توجد أية مؤشرات قد توحي بانخفاض أسعار العقارات بالجهات المشار إليها وفي تونس عامة حاضرا أو مستقبلا وأنه على العكس فإن الأسعار مرشحة لمزيد الالتهاب، خاصة أمام ندرة أراضي البناء وكثرة الطلب وارتفاع أسعار مواد البناء.