قال السيد الحبيب الديماسي مسؤول بإدارة المنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة أن ارتفاع أسعار الخضر والغلال يعود إلى غياب برمجة مدققة للإنتاج، وبين أنه إضافة إلى الاستهلاك الوطني فإن مجال تصدير هذه المواد غلب عليها الطابع العشوائي. كما أفاد في نفس السياق أن مسالك التوزيع باتت تعاني من عديد النقائص والتجاوزات على عديد الأصعدة وخاصة في ما يتصل بتدخل الوسطاء وعدم تكفل الفلاح بتزويد السوق بطرق قانونية تهربا من دفع الأداءات، هذا بالإضافة إلى تأثير السوق الموازية وعمليات التهريب في أسعار المواد الاستهلاكية، وكل هذه العوامل مجمعة ساهمت في هذا الوضع الذي تميز بارتفاع الأسعار وبصعوبة الضغط عليها بشكل سريع. كما بين من جانب أخر أن الزيادات العشوائية التي يقوم بها الفلاح باعتبار عدم وجود هيكل مهني من شأنه أن يتدخل لتعديل الأسعار أدى من ناحية أخرى إلى عدم تزويد السوق بالمنتوجات بشكل وافر ومنتظم، وهو أمر أخر أدى إلى تفاقم الصعوبات في هذا المجال وانفلات الأسعار على الشكل الذي أصبحت عليه. كما بين أن هذه التجاوزات دعمت أيضا ظاهرة الاحتكار لدى التجار والوسطاء الذين أضروا بالقدرة الشرائية للمواطن في هذا الظرف الاقتصادي الصعب، مبينا في نفس الوقت سعي المراقبة الاقتصادية إلى مراقبة الأسواق وإلى القيام بحملات تحسيسية وتوعوية للحد من انفلات الأسعار وارتفاعها، داعيا في الآن ذاته إلى ضرورة أن يساهم المواطن بدوره في لعب دور في هذا المجال. وأكد في الأخير أن مساعي جادة سوف تبذل عما قريب وعلى مستويات عدة للضغط على الأسعار منها ما يتصل بتعديل السوق عبر توريد بعض المواد، ومنها ما تقوم به الوزارة في مجالي المراقبة وتطوير أداء مسالك التوزيع الرسمية، ومنها أيضا وعلى وجه الخصوص ما يتصل بزيادة الإنتاج المتوقعة بعد الأمطار الأخيرة، وأيضا تحسن المناخ والاستقرار العام في البلاد.