تحسين الاستقبال والإقامة وإفراد هذا الجانب كوظيفة خصوصية مستقلة أنسنة الخدمات الصحية وتطوير مجالات الإصغاء للمرضى وتنشيط الحياة اليومية بإدخال عناصر التسلية النهوض بالمنظومة الوطنية للمعلومة الصحية بإعداد ملف طبّي رقمي وآخر تمريضي موحّد العمل على الملاءمة بين التعريفة والكلفة الحقيقية للخدمات المسداة تونس الصباح: يمثل قطاع الصحة العمومية ومؤسساته احد ابرز القطاعات التي يقع الاهتمام بها بشكل خاص، وذلك لجملة من الاعتبارات لعل اهمها دفع القطاع نحو التطور في الاداء، وملاءمة انشطه الصحية مع منظومة التأمين على المرض التي يجري كما هو معلوم تطبيق آليتها بشكل تدريجي. وفي هذا المجال تواصل الدولة برامجها لتأهيل القطاع العمومي للصحة، وذلك ضمن البرامج السنوية لميزانية الدولة، وايضا في اطار المشروع القطاعي للصحة الذي يهتم بصفة خاصة بتطوير الاحاطة بالمرضى في الحالات الاستعجالية، وايضا بتأهيل المستشفيات الجهوية. وتأتي هذه البرامج لتدعيم ما جاء في السنوات السابقة في اطا ر مشروع دعم الاصلاح الاستشفائي بالمستشفيات الجامعية، ومشروع الصحة والسكن الذي ركز اهتماماته على هياكل الرعاية الصحية الاساسية. ومواصلة لهذا التمشي تم وضع برنامج استراتيجي خماسي (2007 2011 ) ساهم في رسم معالمه ومضومونه العاملون في القطاع وممثلون عن الوزارات المعنية وعن المنظمات الوطنية وعن الصندوق الوطني للتأمين على المرض. فما هي ابرز مراحله؟ والى أي مدى يمتد انجازها؟ وماذا عن ابرز الاهداف المرسومة عبرها؟ 5 مراحل لتطبيق المشروع الاستراتيجي الخماسي للصحة تتمثل المرحلة الاولى من البرنامج في تشخيص وضع القطاع العمومي للصحة وتقييم آداء الهياكل الصحية العمومية، اما المرحلة الثانية فتعنى بدراسة خطط عمل خصوصية في اطار 8 مجالات ذات اولوية، وهي تحسين ظروف الاستقبال والاقامة، النهوض بجودة الخدمات، حفظ الصحة الاستشفائية، اعادة توزيع الاعوان وتعزيز الكفاءات، تمويل النفقات العمومية ومتابعتها، صيانة المعدات والبناءات، الاطار المؤسساتي لتعزيز الهياكل الجهوية والمركزية والمنظومة المعلوماتية للصحة. اما المرحلة الثالثة من البرنامج فقد خصصت لدراسة نتائج اعمال اللجان الخصوصية الثمانية من طرف لجنة استشارية خاصة متعددة الاطراف وذلك لضبط برنامج عمل استراتيجي دقيق وقابل للتنفيذ لتأهيل القطاع العمومي للصحة. اما المرحلة الرابعة التي وقع تحديدها، فانه سيتم التركيز فيها على جملة من الاولويات مثل تطوير الخارطة الصحية ودراسة الاحتياطات، واعداد واعتماد تحيين المقاييس والمراجع والشروط التقنية لحسن سير الاقسام الصحية حسب الاختصاص، وكذلك تطوير منظومة التكوين، واعداد وتدعيم البرامج الوطنية الصحية والبرامج الخصوصية ذات الاولوية، مثل توفير الادوية، ونشاط العيادات كامل اليوم، وجودة خدمات الاستعجالي وتعميم طب الاختصاص وما الى ذلك من من الاجراءات المتصلة بالتسيير الاداري وتوفير المعدات والمراقبة الفنية وتحسين ظروف العمل. اما المرحلة الخامسة فانها تتصل بمبدإ التجسيم الفعلي لهذه الاولويات من خلال تحديد المقاييس المرجعية للخارطة الصحية وللهياكل الصحية على مستوى الخطوط الثلاث، وفي المجالات ذات الاولوية مثل الخدمات الاستعجالية، خدمات صحة الام والطفل وامراض القلب والشرايين والامراض السرطانية. 16 توجها استراتيجيا ضمن هذا البرنامج وعلى قاعدة هذا البرنامج ومراحله تم ضبط 16 توجها استراتيجيا، يمثل كل توجه منها اهدافا اساسية سيقع العمل على بلوغها مع موفي 2011. وقد ضبطت لكل توجه من هذه التوجهات جملة انجازات تفضي بدورها الى التوجه الموالي وهي كالاتي: تحسين الاستقبال والاقامة ففي التوجه الاول سوف يقع العمل على تحسين الاستقبال والاقامة وذلك من خلال افراد هذا التوجه كوظيفة خصوصية مستقلة واعتماد مقاييس مرجعية واتاحة الظروف المادية والتنظيمية الملائمة وادراج الاستقبال في برنامج التكوين الاساسي والمستمر لمهنيي الصحة. انسنة الخدمات الصحية ويتركز التوجه الثاني على أنسنة الخدمات الصحية وذلك من خلال التحسيس بأهمية الاصغاء للمرضى وتوفير الظروف الملائمة لتلبية رغبتهم وانتظاراتهم في ما يتعلق بتنشيط الحياة اليومية وادخال عناصر التسلية، اضافة الى ايلاء عناية خاصة بالحالات الاجتماعية الخصوصية. هذا التوجه يرمي الى ضمان جودة الخدمات الطبية وشبه الطبية، وذلك من خلال اعتماد المراجع العلمية للمارسات الطبية وشبه الطبية والمقاييس الفنية لحسن سير الاقسام، ووضع آليات داخلية لتقييم الاداء الطبي ودعم اجراءات حفظ الصحة بتفعيل لجان مقاومة التعفنات الاستشفائية وكذلك اعطاء الاولوية لاقسام الخدمات الاستعجالية والانعاش والتوليد. تأمين السلامة الصحية وفي مرحلة لاحقة ياتي التوجه الخاص بتأمين السلامة الصحية وذلك من خلال ضمان السلامة العامة للمرضى ومجابهة التعفنات الاستشفائية والوقاية منها. ويلي ذلك توجه يخص ضمان الجودة الصيدلانية وذلك من خلال ترشيد استهلاك الادوية والرفع من مستوى الاستقبال بتوفير الحاجيات من الدواء والظروف الملائمة عند تسليمها. شمولية الخدمات الصحية وتتواصل التوجهات ومجالاتها ضمن هذا البرنامج ليقع التركيز في توجه اخر على تيسير الانتفاع بالخدمات الصحية وذلك من خلال استمرارية واندماج وشمولية هذه الخدمات بتطوير الشبكات الجهوية العمومية للخدمات الصحية على مستوى الخطوط الثلاث للقطاع وتوسيع مساحة العيادات الخارجية بعد الظهر. تدعيم الموارد البشرية وتحفيزها وفي بعد آخر ياتي توجه يهتم فيه العمل بتدعيم الموارد البشرية، وذلك من خلال اعداد منهجية واعتمادها لتقييم احتياجات القطاع من الموارد البشرية والاستغلال الانجع للموارد المتاحة. وعلى مستوى تحفيز الموارد البشرية وضع توجه وذلك من خلال تحسين ظروف العمل بمزيد توفير المعدات الضرورية، وفتح آفاق اوسع على مستوى الرسكلة والتكوين والنهوض بالتحفيز المادي ومزيد توفير الاحاطة الاجتماعية. تطوير منظومة التكوين: وفي توجه آخر سيقع التركيز على تطوير آداء منظومة التكوين والرسكلة، وايضا تحسين آداء منظومة الصيانة وذلك من خلال تطبيق اجراءات التصرف في الصيانة حسب دليل الاجراءات المتعلق بالموضوع واقتناء تجهيزات جديدة ذات جودة تسمح باستغلال امثل لعمليات الصيانة والحماية. تطوير المنظمة الوطنية الصحية للمعلومة وضمن توجه اخر سيتركز الاهتمام بالمنظومة الوطنية للمعلومة الصحية وذلك من خلال اعداد موقع واب لكل مؤسسة والنهوض بالاتصال الداخلي، مما يساهم في تنظيم آليات جمع وتصنيف ومعالجة ودمج المعلومة الطبية وغير الطبية وسيقع اعداد الملف الطبي الرقمي الموحد والملف التمريضي الرقمي الموحد، ووضع دليل اجراءات خصوصي بالنسبة للمؤسسات العمومية والمستشفيات الجهوية. المحافظة على التوازنات المالية للهياكل وينتظر من خلال توجه مواز، العمل على المحافظة على التوازنات المالية للهياكل الاستشفائية وذلك من خلال توفير الموارد اللازمة لتغطية النفقات الصحية، وايضا الملائمة بين التعريفة والكلفة الحقيقية للخدمات. وينتظر ان يتم من خلال توجه اخر ملاءمة الميزانية للانشطة الفعلية، وتحسين قدرة القطاع الصحي العمومي من خلال تأطير حقوق المريض وتعزيز ثقافة واخلاقية الممارسة المهنية في القطاع الصحي العمومي. كما سيتم تطوير الجهاز القانوني للمنظومة وتأمين حسن التدبير والتصرف في القطاع.