وصف عبد الرزاق الهمامي رئيس حزب العمل الوطني الديمقراطي المسار الديمقراطي الذي هو بصدد التأسيس والذي يعود لأكثر من أربعة عقود في البلاد بحكم احتوائه على مرجعية فكرية واحدة و تطور سياسي واحد وأشكال تنظيمية متعددة، آن له كي يتوحد في كيان سياسي واحد بعيدا عن التشتت. هذا المسار التوحيدي سيجمع حزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة الوطنيين الديمقراطيين كما سيتضمن هذا الإطار التنظيمي كل الوطنيين الديمقراطيين الذين سيتم التعامل معهم على أرضية كل الحقوق لكل المنتمين أو المساهمين في هذا المسار. كما أفادنا الهمامي أنهم بصدد الاشتغال على المسائل المضمونية حيث تم تقديم خطوة ايجابية في إطار النقاش حول الأحكام التنظيمية مركزيا وجهويا مؤكّدا أنه قريبا سيتم الإعلان عن انجاز المؤتمر التأسيسي الموحد. وأفاد الهمامي أنه ورغم اهمية هذه الخطوة في تجميع الوطنيين الديمقراطيين فإن ذلك لا يكفي في ظل ما تعيشه تونس من استحقاقات اليوم وهو ما يستوجب تجميع كل الجهود المؤمنة باستقلال القرار الوطني وبتوجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية لخدمة التونسيين إضافة إلى تلازم البعد الديمقراطي لكل من يؤمن بمجتمع تتسع فيه مساحة الحرية وتتأسّس فيه وتتطور معاني المواطنة الحقيقية والاحتكام لدولة القانون مع الديمقراطية والاستنارة في القوانين والدستور المقبل لتأسيس مشروع الجمهورية المدنية ذات البعد الاجتماعي. وأكّد عبد الرزاق الهمامي كون هذا المسار يستدعي من كل القوى الديمقراطية الانضمام إلى هذا التنظيم بهدف التأسيس لحزب كبير يكون إضافة بنّاءة لتونس مبني على أساس التفاعل الإيجابي ولا يسكت عن الخطأ، ينتقد الاعتداء على الحريات وأعداء الثورة ومسألة عدم إيجاد حلول للتشغيل ويقدّم بدائل عملية. وبخصوص مسألة عدم قدرة اليسار على التوحّد ومدى صحة هذه المقولة، أجابنا الهمامي قائلا: نحن مجتهدون في العمل على وحدة اليسار التي لا يجب أن تبنى على الإيديولوجية وانما تبنى أيضا على السياسة والمواقف الملموسة من الأوضاع التي تشهدها البلاد، فبالإمكان أن يكون هناك يسار له تحليله السياسي الذي يختلف على فريق آخر وذلك ليس خاصا باليسار فقط بل كذلك باليمين وما يطرح من إشكاليات في التنظم.