الثورات العربية ستكون حتما في صالح القضية الفلسطينية شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ندوة صحفية عقدها أمس بمطار تونسقرطاج قبيل مغادرته تونس باتجاه ليبيا في اطار جولة عربية، على أن السلطة الفلسطينية تعول كثيرا على الدور التونسي في ما يخص ملف المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»... وترحب بالاتصالات الجارية بين الحكومة التونسية وقياديي الحركة لتجاوز نقاط الخلاف والمضي قدما نحو المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن تونس لها وزنها وثقلها في دعم هذه العملية. وكان تم مؤخرا في الدوحة التوصل إلى اتفاق في خصوص ملف المصالحة إلا أنه مازال ينتظر التطبيق، وقد أكد عباس بهذا الشأن أن قضايا داخل حركة «حماس» هي التي تعرقل مسار المصالحة. وحول قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي، أكد أبو مازن أن السلطة الفلسطينية رفعت ملف هؤلاء الأسرى إلى الأممالمتحدة من أجل إيجاد مخرج ينهي معاناتهم ويضع حدا للأوضاع المزرية التي يعيشونها في السجون الإسرائيلية. ويشار إلى أن عدد المساجين المضربين حاليا عن الطعام تجاوز ال1700، وقد نادت أمس العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بضرورة التدخل في أسرع وقت ممكن، خصوصا وقد تم نقل 9 أسرى منذ أيام إلى مستشفى الرملة وهم في حالة صحية حرجة للغاية. كما وجه وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع أمس استغاثة عاجلة إلى جميع المؤسسات الحقوقية والدولية وإلى كافة الراعين لحقوق الأسرى ومناصري الحرية والسلام في العالم للتحرك العاجل والسريع لإنقاذ حياة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ 65 يوما. وفيما يتعلق بدعوة حركة «حماس» مؤخرا الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة ثالثة لتحرير الأسرى، جدد عباس رفضه لانتهاج أسلوب القوة أو اللجوء إلى السلاح، كما شدد على ضرورة مواصلة المقاومة الشعبية السلمية قائلا : «لا نقبل في هذا الوقت بانتفاضة مسلحة، ونؤيد المقاومة السلمية الشعبية». و أشار أبو مازن إلى أنه حتى حركة «حماس» طالبت أخيرا كل التنظيمات والفصائل الفلسطينية بضبط النفس والتهدئة في التعامل مع إسرائيل في الوقت الراهن، مبديا ترحيبه بهذه الخطوة الايجابية من قبل الحركة. وفيما يتعلق بالتغيرات الجذرية التي تشهدها بعض البلدان العربية في اطار ما سمي ب «الربيع العربي»، أكد الرئيس الفلسطيني أن الثورات العربية ستكون حتما في صالح القضية الفلسطينية.. لأنها القضية الأم التي تشغل كل مواطن عربي، فالدعم والتأييد مضمون للفلسطينيين بغض النظر عن نوع الحكم في أية دولة عربية. كما اعتبر أبو مازن أن صعود القوى الاسلامية إلى الحكم في البلدان التي شهدت ثورات سيكون له «بالتأكيد» تأثير عن مسار القضية الفلسطينية مستقبلا. كما تطرق الرئيس الفلسطيني خلال الندوة الصحفية إلى الزيارة التي أداها مفتي الديار المصرية إلى القدسالمحتلة والتي أثارت ردود أفعال متباينة بين مندد ومرحب بهذه الخطوة، مؤكدا أنه لا يوجد أي سند شرعي يقول أن زيارة القدس الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي حرام، وأعرب مجددا عن دعم السلطة الفلسطينية لكل عربي ومسلم يزور البقاع المقدسة. يذكر أن الرئيس الفلسطيني حل بتونس السبت الماضي، حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر وقد جمعته طيلة فترة زيارته عدة لقاءات مع عدد من المسؤولين التونسيين.