ألقت حادثة تهديد مجموعة من السلفيين لأحد العارضين السبت الماضي بضلالها على الأيام التجارية للكتاب بمعرض سكرة خاصة بعد أن اضطر العارض إلى مقاطعة المعرض تحسبا لمفاجآت غير سارة. وأكد عديد العارضين ل"الاسبوعي" أن مجموعة من السلفيين قدموا إلى المعرض وقصدوا مباشرة جناح العارض المذكور وطلبوا منه حمل كتبه ومغادرة المعرض على خلفية عرضه لكتب شيعية يتضمن بعضها إساءة للسيدة عائشة وبعض الرموز الإسلامية .وان لم يمارسوا تجاهه أي شكل من أشكال العنف فإنهم حذروه مما قد يحصل له من أطراف متشددة وهو ما دفعه إلى التعجيل بمغادرة المعرض رغم تدخل بعض زملائه ومدير المعرض الذي دعاه إلى عدم الاستجابة للضغوط لكنه اختار مقاطعة الأيام التجارية تاركا خلفه ألف سؤال بشأن التجاوزات التي ترتكبها المجموعات المتشددة وتهديدها لحرية الرأي والتعبير تحت شعارات ومبررات مختلفة. وبعيدا عن هذه الحادثة تذمر العارضون من قلة الإقبال الذي كان بشكل غير مألوف ربما لعدم تعود الفضاء على تنظيم معارض للكتاب . واعتبر وديع بن مفتاح «نقوش عربية» أن الإقبال الضعيف على المعرض جعل العارضين يجتمعون مساء السبت الماضي بمدير المعرض للبحث في إمكانية تكثيف الومضات الاشهارية أو قرار مقاطعته في صورة تواصل نفس الكساد على حد قوله. وحول العناوين التي تجد رواجا رغم قلة الإقبال أكد أن كتاب «الوجه الخفي للثورة التونسية» للمازري الحداد يأتي في المقدمة يليه «»جولة ذهنية» لجميلة بن مصطفى الذي توج بجائزة زبيدة البشير ثم كتاب «اليسار العربي» . «رياض الصالحين» ومن جانبه أوضح علي العبدلي صاحب مجمع ابن خلدون للمعارض الثقافية الذي يشارك في المعرض ب 2600 عنوان وتعود على المشاركة في المعارض طيلة السنة في مختلف الولايات أن قلة الإقبال سببه انعدام الاشهار الذي لا يقارن بالمعارض التجارية السابقة .واضاف «الكتب الدينية هي الاكثر اقبالا في هذا المعرض لكن لابد ان أشير هنا ان هذا الاقبال يختلف حسب الجهات وفقا لتجربتي في هذا المجال ففي ولايات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة تجد الكتب السياسية اقبالا منقطع النظير وفي الشمال الغربي تسجل كتب الاطفال والكتب الدينية أعلى نسبة في المبيعات أما جهة الوطن القبلي والساحل فانها الأقل قراءة وعناية بالكتاب عموما على حد تعبيره. ولئن كشف محدثنا ان نسبة المبيعات لا تغطي إلى حد اليوم تكاليف كراء 30 مترا مربعا التي تقدر ب 159 دينارا فقد اكد ان كتاب «رياض الصالحين» هو الاكثر مبيعا في جناحه . التنمية البشرية وفي سياق متصل اكد الهادي الجويني «مكتبة تونس» ان غلاء الاسعار وتأثر المقدرة الشرائية للمواطن التونسي اثر بشكل كبير على اقتنائه للكتب بما جعل القارئ اليوم لا يقتني العناوين الا نادرا وفقا لتصوراته الفكرية . واشار الجويني الى ان كتب التنمية البشرية الأكثر مبيعا لديه حيث احتل كتاب «طريق الامتياز» لابراهيم الفقيه المرتبة الاولى يليه «تربية الاطفال» لعبد الكريم بكار.أما كتب الطبخ فانها تظل صاحبة الارقام القياسية في المبيعات سواء قبل الثورة أو بعدها . عدم ترويج ولم يخف محمد بن محمد «عالم الكتاب» تذمره من قلة الاقبال على المعرض أرجعه الى ان تسمية «الايام التجارية للكتاب» لا تتماشى مع معرض للكتاب ثم ان الفضاء يحتضن لاول مرة معرضا للكتاب الى جانب عدم الترويج للمعرض بالشكل المطلوب .واشار محدثنا الى انه تعود على المشاركة في المعارض منذ 15 سنة لكنه لم يلاحظ مثل هذا الكساد. «محاضرات في قانون الأحوال الشخصية» لئن شدد هشام النجداوي «مركز النشر الجامعي»على ان كتب الاطفال هي الاكثر اقبالا خاصة في نهاية الاسبوع فقد اشار الى ان الكتب القانونية تجد هي الاخرى بعض الرواج وخاصة «محاضرات في قانون الاحوال الشخصية» لساسي بن حليمة .