كتبنا في فترة سابقة عن الاجواء التي كانت تسود شركة المغازة العامة بمختلف فروعها وذلك اثناء الاضراب الذي شنه العمال مطالبين بضمان مورد رزقهم وامتيازاتهم بعد ان تمت خوصصة هذه المؤسسة. وقد نقلنا انذاك وجهة نظر الادارة ووجهة نظر الطرف النقابي. وبما ان باب الحوار لم يغلق ابدا بين الطرفين فقد كانت النتائج ايجابية جدا توجت عشية الاربعاء الماضي بتوقيع «محضر احالة اجتماعي» بين كافة الاطراف المعنية بالامر. ما معنى الاحالة وماذا جاء في المحضر؟ الاحالة تعني انتقال شركة المغازة العامة من مؤسسة تابعة الى القطاع العام الى مؤسسة تابعة الى القطاع الخاص. اما محضر الاحالة فان اهم ما ورد فيه هو انه تعرض الى المحافظة على حقوق العمال ومكاسبهم وكافة الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها قبل خوصصة المؤسسة. وجاء في المحضر ايضا ان المؤسسة تتعهد بالمحافظة على كل الامتيازات التكميلية بما في ذلك الصندوق الاجتماعي والتأمين الجماعي ومختلف الهبات بمناسبة الاعياد الدينية والعودة المدرسية وتضمن المحضر كذلك ممارسة الحق النقابي طبقا للتشريع الجاري به العمل. عودة الثقة وتدعيمها امضاء المحضر تم بنزل «أبو نواس» تونس واختيار المكان كان مقصودا من قبل الادارة العامة للمؤسسة التي ارادت ان تبرز تقديرا لممثلي العمال وتأكيدا على اهمية الموارد البشرية وفي هذا الاطار قال الرئيس المدير العام السيد طاهر بياحي: «اني اعتبر نفسي واحدا من افراد كل عائلة من مجموع 2240 عائلة تتكون منها المؤسسة» ولعل العنصر المهم الذي يخدم الطرفين معا هو عودة الثقة بينهما والتزام كل منهما بالعمل على تدعيم هذه الثقة معا وارساء علاقات شغلية سليمة لتوفير مناخ اجتماعي من شأنه ترسيخ الثقة بين اطراف الانتاج بما يحافظ على ديمومة المؤسسة والارتقاء بقدرتها التنافسية والابقاء على مواطن الشغل الحالية وخلق مواطن شغل جديدة. تعصير «مغازة الشعب» سألنا السيد يونس غنجاتي، المدير العام، عما يمكن ان يتغير بعد امضاء محضر الاحالة فقال: «لعلكم لاحظتم ان الجو كان عائليا باتم معنى الكلمة اذ لا فرق بين المسؤول والنقابي طالما ان كلا منهما يتحدث عن المغازة العامة وتاريخها ويؤكد انها مغازة الشعب نظرا لموقعها القريب جدا من المواطن.. ودون شك هناك عزم على تدعيم مناخ الثقة والحوار ودعوة الى الانكباب على العمل لتحسين الوضعية الاقتصادية للمؤسسة وبالتالي تحسين وضعيات العاملين فيها وهذا يدخل في اطار برنامج اعدته الادارة ويهدف الى هيكلة المغازات وتعصيرها كي تواكب تطورات المحيط التنافسي وتسترجع ريادتها في مجال التوزيع بعد ان فقدتها بسبب عدم تأقلمها بسرعة مع متغيرات الاوضاع الاقتصادية الوطنية والعالمية. 50 مليون دينار للتعصير وحول برنامج المقتنى الجديد بعد اعلانه عن تخفيضات هامة ستتواصل الى اخر الشهر طرحت عديد التساؤلات لدى عموم الناس افادنا محدثنا ان الانفتاح الاقتصادي والغاء الحواجز الجمركية حفز المنافسة مما يفرض على المؤسسة ان تكون في مستوى يسمح لها بالحفاظ على موقعها وتطويره.. وانه تبعا للتخفيضات التي ستعرفها عديد البضائع ستعمد الشركة الى اعتماد برنامج لتعصير انشطتها من خلال اعتماد لوك جديد للمغازات وذلك بصفة تدريجية اضافة لتطوير المنتجات وفقا لحاجيات الحريف كادخال بضائع جديدة على غرار اللحوم والخضر والغلال.. ويبلغ حجم الاستثمار لتعصير المغازات 50 مليون دينار كما خصص المقتني الجديد 2 مليون دينار لتكوين وتأهيل الموارد البشرية.. وسيعمل على ان تكون المغازة العامة بحكم قربها من المواطن مغازة الشعب حيث ستعرض اسعارا ان لم تكن مماثلة لاسعار المنافسين فستكون دونها.. كما سيواصل برنامجا مدروسا للتوسع حيث سيفتح ما لا يقل عن 3 مغازات هذه السنة اولاها بالكاف.. وعن امكانية ادخال شريك استراتيجي يحمل علامة دولية قال محدثنا ان هذه الفكرة غير مطروحة اليوم وهو يعول على سواعد ابناء المؤسسة لانجاح برنامج التأهيل.