مازالت مرافعة الأستاذ عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان , في قضيّة شهداء تالة والقصرين وتاجروين والقيروان تثير الاستياء والجدل في صفوف الأمنيين الذين اعتبروه جانب الصواب والحياد باعتبار وأنه من المفروض على رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، أن توجّه عنايته إلى كل التونسيين بما فيهم الأمنيين المتهمين في قضايا الشهداء وأن لا يتعامل بسياسة المكيالين قصد انصاف طرف على حساب طرف أخر وأن من ينوب القائمين بالحق الشخصي في القضية هم ثلة من المحامين المتميزين وليسوا في حاجة لرئيس الرابطة ليدلي بدلوه في قضية كان من المفروض أن يلعب فيها دور الرقيب لإنصاف عائلات الشهداء وكذلك إنصاف الأمنيين حيث تكفل لهم محاكمة عادلة وليست محاكمة شعبوية و»مسيسة» لأنهم في النهاية مواطنون تونسيون مثلهم مثل الشهداء والجرحى وعائلاتهم .. ذلك بعد ما صرّح لنا به بعض النقابيين من الأمن , وقد ذكر لنا لسعد اليحمدي عضو النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي الذي صرّح لنا «لماذا رافع بن موسى تحديدا الآن وفي أخر مراحل المرافعة والتأهّب لإصدار الحكم على الأمنيين الموقوفين , إن لم يكن ينوي التأثير على القضاء العسكري لجعل هذه المحاكمة لإرضاء الشعب وليس محاكمة عادلة..»ويضيف اليحمدي بلهجة حادة»هل أن دور الرابطة أصبح التمييز بين أبناء الوطن الواحد ,أليست الرابطة مكسبا لكل التونسيين..لكن يبدو أن العمل السياسي استهوى رئيس الرابطة ومرافعته في قضية الحال تندرج في إطار الحملة الانتخابية والدعائية للانتخابات المقبلة.» مطلوب حياد.. وعلى خلفية تصريحات رئيس الرابطة في ذكرى الاحتفال بتأسيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والذي حضرها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس التأسيسي اللذان ناضلا طويلا في رحاب الرابطة سنوات الاستبداد والقمع ,غير أن طلب الأستاذ عبد الستار بن موسى بتشريك رابطة حقوق الإنسان في إصلاح المنظومات الوطنية كالمنظومة القضائية والإعلامية والأمنية خاصّة ولّد ردود أفعال متباينة في أوساط الأمنيين... لسعد اليحمدي عضو النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي ذكر «نستغرب التصريح الذي أدلى به بن موسى في الاحتفال بتأسيس الرابطة وطلب فيه المشاركة في إصلاح المنظومة الأمنية ,لأننا نعتقد أنه وبالرغم من أنه رئيس الرابطة فانه غير محايد وأكبر دليل على ذلك مشاركته في المرافعة ضدّ الأمنيين الموقوفين في قضية شهداء تالة والقصرين» ويضيف اليحمدي «»اذا أردنا التطهير والمحاسبة يجب محاسبة جميع الأطراف دون استثناء ولا تقتصر المحاسبة على الجهاز الأمني فقط ..وأنا أدعو رئيس الرابطة إلى إصلاح المنظومة الحقوقية وكشف الحقوقيين الذين كانوا يرفعون التقارير بنشاط الرابطة «السري» للمخلوع رغم أنهم رابطيين وحقوقيين وعموما فإصلاح المنظومة الأمنية يكون من الداخل لذا يجب رفع أيديكم عنه»