أكّد السيد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة خلال زيارته إلى صفاقس عشية اول امس الأحد في إطار الملتقى الإفتتاحي لجمعية الدعوة والإصلاح بإشراف الشيخ الحبيب اللوز القياد ي في النهضة ، أن الحرية "دار واسعة تحتاج إلى تأثيث بمؤسسات مجتمع مدني متنوعة"،مؤكّدا على ضرورة "التأثيث لمجتمع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، مؤكّدا على دور النقابات في ضرورة القيام بدورها في نهضة تونس. وحضر الملتقى كل من إمام جامع الزيتونة الشيخ حسين العبيدي ومؤسس جمعية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عادل العليمي، وعبد المجيد النجار رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع تونس. عودة لوزارة الاوقاف واستئناف التعليم الزيتوني بالجهات شهد الملتقى الإفتتاحي لجمعية الدعوة والإصلاح إقبالا جماهيريا هاما. وقد استعرض شيخ إمام الزيتونة حسين العبيدي قيمة التعليم الزيتوني بعد أن عمدت يد "السياسة المفرنسة" إلى طمس معالمه. وأكد العبيدي في تصريح ل"الصباح" أنه وبعد بعث الفرع الزيتوني بسوسة سيتم الأحد المقبل استئناف التعليم الزيتوني في مدينة صفاقس الذي كان موجودا منذ زمن بعيد. وبخصوص الأوقاف قال"ما ضاع حق وراءه طالب..و الأموال التي رُصِدت وُضِعت للإسلام وليس لأغراض أخرى من موائد خمور وغيرها والذي أوقف هذه الأموال فقد أوقفها لخدمة الدين والعلم والإسلام". ودعا إمام الزيتونة إلى ضرورة نبذ العنف والخلاف و بأن نهج الحوار هو السبيل معبّرا بقوله"السلفية أبناؤنا و النهضة أبناؤنا و التحرير كذلك". التجديد في الحكمة و في منهجية الدعوة في كلمته التي توجّه بها إلى الحضور تحدّث الشيخ عبد المجيد النجار عن مسؤولية نصرة الدين الإسلامي وواجب الدعوة لكل مسلم داعيا إلى ضرورة ان يُجدّد الداعية أيضا في دعوته لتُناسِب المكان و الزمان والأحوال بمعنى ان يتسلّح الداعية بالعلم بالدين والعلم بالواقع. وقال إن المقصود بالدعوة هي "الموعظة الحسنة وأن الإيمان لا يكتمل إلاّ بالإيمان بالحرية والمساواة والعمل والتكافل الإجتماعي". ودعا إمام الزيتونة إلى اتباع نهج الإقناع الذي يجب أن ينبني على قاعدة الأدلة بما يحقّق مصالح الناس. الغنوشي : الحركة نشأت لخدمة الإسلام.. زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي أفاد بأن الحركة وهومن مؤسسيها ومرشديها هي جماعة قامت لخدمة الإسلام و لم تقم لخدمة شخص أو زعيم أو جاه، مؤكّدا بأن تأسيس جمعية الدعوة والإصلاح له دلالة عظيمة. مضيفا بان الحركة ستبقى متشبثة بأركان هذا الدين و قواعده و تحدّث عن جيل الشباب الذي لم يعرف حالة تونس صبيحة الإستقلال التي همّشت الإسلام وقال "الإستقلال كان انتصارا على شخصية تونس العربية". وبخصوص جامع الزيتونة فقد وصفه الغنوشي بأنه "حارس الإسلام و حارس الهوية الإسلامية لتونس" بحكم انه كان مستهدفا بشطب اسمه في أول قرار بعد الإستقلال في وقت كانت فيه الزيتونة "تصدّر العلم و تشعّ بالعلم على كل إفريقية". راشد الغنوشي أكّد بأن الإسلام لا يخشى من الحرية و أن "من يظن أن هذه البلاد صفحة بيضاء يكتب عليها ما يشاء من مفاهيم الإسلام فهو مخطئ كون هذا الدين متين أصيل متجدد و مهمتنا إصلاحية لا تاسيسية". وعرّج على مسألة الاعتقالات التي طالت نشطاء الحركة قال ان كل الاعتقالات تمت من المساجد وكل المواجهات التي خاضتها الحركة كانت من أجل حرية الدعوة للإسلام وأن الثورة حررت الشعب "فالحرية دار واسعة تحتاج إلى تأثيث بمؤسسات مجتمعات مدني متنوعة". حسب تعبيره. الدولة تعطي الفرص و تشجّع الناس 4ولاحظ الغنوشي أن المجتمع تربى على ثقافة سيئة حيث أن الدولة هي التي تضمن كل شيء قائلا"الدولة ليست مهمتها توفير التشغيل بل إطار عادل يوفّر الفرص والدولة تعلّم و تفتح الطرقات و توفر الأمن..أنا اليوم في مدينة عُرِفت بنشاطها الحثيث ونحن ننتظر منها ان تنمّي المنطقة كلّها و تونس بأكملها أنه لابد للحرية من رجل يسمّى العدل الاجتماعي". وأفاد زعيم الحركة ان مصير المجتمع لا يجب ان يبقى معلّقا بالدولة مضيفا في ذات الوقبأن "الحكومة إذا أخطأت يجب أن ننتقدها ونعيدها إلى الصراط المستقيم" داعيا إلى ضرورة توفر المجتمع على مؤسسات مجتمع مدني ضاربا مثال التعليم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ أن 80% من التعليم من الأوقاف في استعراض لجامع الزيتونة الذي كان لديه نصف الثروة في تونس تحت تصرّفه ودعى إلى الخروج من حالة الفرجة معبّرا عن استغرابه من حالة التعطيل التي تشهدها المناجم والمؤسسات الإقتصادية الكبرى التي تشغّل أيادي عاملة بالآلاف وتدر الملايين على الإقتصاد الوطني داعيا النقابات إلى القيام بدورها في نهضة تونس وتحريك العمل مثلما هي معروفة بذلك.. جمعية الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في تصريح ل"الصباح" أفاد عادل العليمي مؤسس جمعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان أهداف الجمعية متاحة لجميع التونسي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو واجب على كل التونسيين بحسب استطاعة كل فرد و أنهم في جمعيتهم "انطلقوا نحو الإدماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بطريقة علمية منهجية وأنه في المرحلة القادمة سيتوضح ذلك عبر تراكمات جملة المشاريع التي ينجزونها."