في وقت مضى كان قطاع الصيد البحري احد اهم ركائز القطاع الفلاحي حيث كان بحر قابس مقصدا للصيادة من كامل انحاء الجمهورية فكان الصيد وفيرا ومتنوعا وكانت الاسعار منخفضة لكن اليوم تغير الحال وأصبح القطاع يعيش فترة صعبة للغاية والأسباب في ذلك متعددة «الاسبوعي» حاولت الاقتراب من صيادي الاسماك بميناء قابس للوقوف على حقيقة معاناتهم وبالفعل ما ان تطأ قدماك الميناء حتى تلحظ المعاناة على وجوه الصيادين هناك وبالاقتراب منهم اكثر والحديث معهم يزداد يقينك بهذه المعاناة تلوث كبير العم صالح بحار جاوز الخمسين من عمره نشأ وترعرع في البحر كما يقول وليس له مهنة غير صيد السمك فعليها نشأ وعليها كبر وبالحديث معه حول ما يعترضه وزملائه من صعوبات تنهد تنهيدة فيها اختزال لما يختلج نفسه ثم قال «عن اي صيد تتحدث فبحر قابس هجرته الاسماك والحيتان منذ ان وقع تركيز المجمع الكيميائي بالجهة او بعدها بقليل فما سببه هذا المجمع من تلوث بإلقاء فضلات الفوسبوجيبس في البحر قضى على الثروة السمكية تماما فأصبح قاع البحر عبارة عن اراضي قاحلة ما ادى الى هجرة الاسماك لبحر قابس ما دفعنا الى صيد الاسماك في بحار اخرى مثل المهدية وجربة وجرجيس...» دون مراعاة لمواسم التفريخ غير بعيد عن العم صالح تحدثنا الى زميله الصادق الذي كشف لنا ان القطاع يعاني من عديد المشاكل الاخرى ابرزها قلة الامكانيات المادية للصيادين وصعوبة الحصول على قرض من الجهات المختصة لاقتناء المعدات العصرية للصيد جعل العديد منهم يجد صعوبة كبرى في اصطياد الاسماك كما ان دخول المراكب الكبرى والتي تستعمل الكركارة في صيدها زاد من معاناتهم حيث تقوم هذه المراكب بالقضاء على ما تركه التلوث من خلال صيد جميع انواع الاسماك دون مراعاة لمواسم التفريخ لدى بعض انواع الاسماك. الميناء البحري هنا كذلك اصبح يحتاج الى اعادة التأهيل لأنه اصبح لا يتماشى ووفرة المراكب كما ان التجهيزات به اضحت قديمة ولا بد من تجديدها وتعصيرها.