فسر منير بعزيز رئيس جمعية السينمائيين التونسيين 2011 الحملة غير المسبوقة على الفنانين بتصاعد وتيرتها في هذه المرحلة الأخيرة بالذات بعد تفاقم أزمة الثقة بين الحكومة ونسبة كبيرة من المواطنين. واعتبرها إعلانا صريحا لحرب مبيّتة على جانب هام من الاهتمام والشأن التونسي بتعلة حماية المقدس التي أكد أن الفنانين والمثقفين بمختلف مجالاتهم حريصون أكثر من غيرهم على مراعاة الخصوصية التونسية في الحضارة والثقافة والدين والذي يتجسد من خلال صورة هذا البلد التي يروجون لها في أغلب الأعمال الفنية. وأرجع ذلك إلى سقوط هذه الشريحة في المخطط الانتهازي لشق سياسي دون غيره. وصرح بأن حزب حركة النهضة هو الذي يقف وراء ذلك لأنه دخل في الترويج لحملته الانتخابية واعتبر الحكومة وأجهزة الدولة أداته في هذه العملية بعد أن قدم هذا الشق السياسي نفسه للرأي العام وكأنه التيارالمعتدل والمتوازن الذي يدافع عن الهوية ويرفض التطرف. وأوضح أن الخطر الكبير في هذه العملية تجسد في موقف وزارة الثقافة الذي تبنى هذا الموقف بطريقة مكشوفة لا تدعو إلى الشك أو التفنيد. واعتبر المفارقة التي وضعت فيها الأطراف المستفيدة من إشعال نار الحرب على قطاعات الثقافة والفنون المعروفة نظرا لما يحسب عليها من حرية في الرأي والتعبير ونقد صريح بطرق مختلفة سريعا ما تصل رسائلها إلى المتلقي وذلك بان وضعت في الميزان حرية الفن في كفة وحرية الإبداع في الكفة الثانية عن طريق المغالطات. وشدد منير بعزيز على ضرورة اليقظة وعدم السقوط في مثل هذه المنزلقات والفخاخ المنصوبة أمام الفنانين وأهل الثقافة بقطع النظر عن ميادين اختصاصهم بعد أن تبيّن أن بعض هذه الجهات تستغل عدم تسييس هؤلاء وإجماعهم على هامش الحرية في الفنون والتعبير والرأي لتزج بهم في خانة التسابق السياسي. وانتقد من جهة أخرى موقف مضي بعض الجهات في حربها المعلنة ضد الفنون والإبداع على غرار دعوة راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة في ندوة صحفية انتظمت أمس إلى التظاهر من أجل حماية المقدسات. لأنه يرى أن فزاعة الخطروالتهديد للمقدسات لم تكن مطروحة يوما بالنسبة للتونسيين بل هذه الأطياف تستغل السلفيين لتنفيذ خطة مدبرة تعصف بمطالب وأهداف الثورة المتمثلة في الحرية والكرامة والمواطنة وهي المطالب التي وحدت كل التونسيين تقريبا في الانتفاضة على نظام بن علي وأطاحت بحكومته. فهو يرى أن الظلامية لا تقوم إلا على الجهل وهذا الأخير بدوره الطريق الوحيد إلى الديكتاتورية.