بأنفاس محبوسة إنتظر أمس الشارع التونسي و المتابعون للشأن العام إنتهاء صلاة الجمعة.. فالوضع العام لا يحتمل مزيدا من التّصعيد.. وبالرّغم من الإنتشار الهام لقوّات الأمن و تطويقهم المحكم لساحة الجمهوريّة (الباساج) و كل الشوارع التي تربطها بجامع الفتح أغلق عدد من التجار محلاّتهم تحسّبا لكلّ طارئ و اقتصر عملهم على الفترة الصّباحيّة... حالة من الهدوء الثقيل رافقت تنقل المارة على طول شارع الحرية كل يراقب الآخر ينتظر ما ستحمله الساعات القليلة القادمة بفارغ الصبر.. حان الموعد المنتظر.. وخرج المصلون من جامع الفتح.. ولم يستسغ أيا منهم عملية ترقب الإعلاميين انتهاءهم من صلاة الجمعة، فتعمد العديد منهم منع الصحفيين تصوير ذلك ووصفوهم ب «الإعلام الفتان»...وكردة فعل عن التواجد الإعلامي رفع المصلون شعار «تحيا تونس» «لن يقع شيء..تحيا تونس » وفي دقائق معدودة .. تفرّق المصلون... وعاد شارع الحرية إلى وضعه المعتاد.. ..دون شك التزم أنصار التيار السلفي بالقرار الذي صدر عن القيادي أبو عياض الذي قال في موقع أنصار الشريعة»: «بعد تشاور مع الإخوة... قرر إخوانكم في أنصار الشريعة إلغاء تحركات جمعة نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ». كما تقيد أنصار حركة النهضة بالأوامر الصادرة عن رئاسة الحركة التي أكدت «عدولها عن المشاركة في التحرك الذي دعت له سابقا».. وخلافا لما أشيع عن استجابة أنصار ابو أيوب التونسي لرسالة أيمن الظواهري لم تسجّل شوارع العاصمة أي تحرك مخالف لبيان وزارة الداخلية..