إلهي إياك أعبد وإياك أستعين، اهدني الى صراطك المستقيم علمني ما لم أعلم ، ارشدني الى سبيل الرشد ، أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ، زوّدني بزاد التقوى ، اجعلني من عبادك المحسنين، « ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق» (الاسراء آية 80) «سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم « (البقرة آية 32) إلهي وخالقي أمرتني وأمرك مطاع «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» ( النحل آية 125) وتلك هي معاملتي كما أمرتني «أحسن كما أحسن الله إليك» (القصص آية 77) «فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين» (المائدة آية13) «ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» (فصلت آية 34) لقد علمني خاتم رسلك محمد صلى الله عليه وسلم كيف أتعامل مع الحبيب والبغيض بقوله «أحبب حبيبك يوما ما عسى ان يكون بغيضك مع مقصد حديث آخر ينهي عن الغلو في الدين «إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين» روي عن ابن عباس وهو متوافق مع النص القرآني في النهي «لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل» (المائدة آية 77) تلك هي عقيدتي التي ارتضيتها لي وانا لخالقي من الشاكرين. لقد اصطيفتني يا خالقي وجعلتني من الامة الوسط حين قلت «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا» (البقرة آية 143) وأكدتم «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله» (آل عمران آية 110) شكرا يا خالقي جعلتني من الأمة الوسط «والوسطية تعني التمسك بالثوابت، ومسايرة المتغيرات التي تساير مجريات الزمن وحركاته المستمرة وما ينتج عن هذا من مستحدثات ومستجدات . وبفضل السلوك الوسطي المعتدل يستمر التواصل بين الاجيال والترابط ويدعمه الجدل الأحسن والحوار الصريح والكشف الصادق عن حقيقة «الرشد» وحقيقة «الغي» بلا حواجز حتى يستقيم الوصال ويوثق الترابط بين الاجيال بعروة وثقى لا انفصام لها وبعلم صحيح موصول لا مغالاة فيه ولا انحرافات مستقبحة وبثقة متبادلة « (انظر كتابي التواصل بين الاجيال ضرورة حياتية وكونية» ومن الامثلة التي ذكرتها «قيل لقيس بن عاصم بم سدت قومك؟ قال «لم أخاصم أحدا الا تركت للصلح موضعا» وهذا ما يتوافق مع مقولة علي بن أبي طالب «عاتب أخاك بالاحسان اليه واردد شره بالانعام عليه» ألم يخجل المسلمون الذين لم يفهموا ان الله اصطفاهم ليكونوا هم الممثلون للامة الوسط المعتدلة وغيرهم من أمة أخرى وهو الفيلسوف الفرنسي «باسكال « يجاهر بقوله «الخروج من الاعتدال انتهاك لحرمة الانسانية وانما تعرف عظمة النفس الانسانية بقدرتها على الاعتدال لا قدرتها على التجاوز؟» وخير ما أختم به قول خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم «جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم « لان من أطاع هواه باع دينه بدنياه».