هو أبو عمرو، عامر بن شراحيل الشعبي، الكوفي، التابعي الجليل، قاضي الكوفة روى عن عمر، وعلي، وابن مسعود، ولم يسمع منهم وروى عن أبي هريرة وعائشة، وابن عباس، وابي موسى الأشعري، وغيرهم قال الشعبي»أدركت خمسمائة من الصحابة» وقال العجلي «سمع من ثمانية واربعين من الصحابة وقال عبد الملك بن عمير «مر بن عمر على الشعبي وهو يحدث بالمغازي، فقال: لقد شهدت القوم، فلهو احفظ واعلم بها وقال مكحول «ما رأيت افقه منه» وقال بن عيينة «كان الناس تقول بعد الصحابة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانة وقال بن شرمة «سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث الا حفظته ولا حدثني رجل بحديث فاحببت ان يعيده عليّ، وقال :ابن معين وابوزرعة وغير واحد :الشعبي ثقة» وقال بن حبان في الثقات «كان فقيها شاعرا» وهو عند اصحاب الكتب الستة، وقال ابو جعفر الطبري في طبقات الفقهاء: «كان ذا ادب وفقه وعلم» وحكى ابن ابي خيثمة في تاريخه عن ابي حصين قال: «ما رأيت اعلم من الشعبي» فقال ابوبكر بن عياش: «ولا شريح؟ فقال «تريدوني أكذب؟ ما رأيت اعلم من الشعبي» وقال ابو اسحاق الحبال «كان واحد زمانه في فنون العلم» وعن سليمان بن ابي مجلز قال: «ما رأيت احدا افقه من الشعبي، لا سعيد بن المسيب، ولا طاوس ولا عطاء، ولا الحسن، ولا بن سيرين» وعن أبي بكر الهذلي قال: «قال لي بن سيرين الزم الشعبي، فلقد رأيته يستفتي والصحافة متوافرون» وقال بن سيرين «قدمت الكوفة وللشعبي حلقة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير، وقال: عاصم «ما رأيت أحدا اعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز من الشعبي كل هذه الشهادات من العلماء تدل على مبلغ علم الشعبي. وعظيم حظه منه على اختلاف فنونه فمن حديث، إلى تفسير، إلى فقه، إلى شعر، إلى قوة حفظ وكثرة اخذ عن الصحابة ووفرتهم، ويجلس له كثير من اهل العلم ياخذون عنه، فتلك لعمري اكبر دلالة على عظيم مكانته العلمية، وعلى منزلته بين اتباعه ومعاصريه، لقد رزق حظا وافزا من العلم ونال اعجاب معاصريه لكن لم يجرأ برأيه على كتاب الله يتحرج من ذلك، ويتوقف عن اجابة سائليه ان لم يجد شيئا من السلف قال بن عطية «كان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لانفسهم، اخرج الطبري عن الشعبي قوله» والله ما من آية الا سألت عنها ولكنها الرواية عن الله وقال «ثلاثة لا اقول فيهن حتى اموت: القرآن والروح والرأي: لكنه نقاد المفسري عصره ويصرح بالطعن على من لا يعجبه مسلكه في التفسير من معاصريه ذكر بن حيان ان الشعبي كان لا يعجبه تفسير السدى، ويطعن عليه وعلى ابي صالح لانه كان يراهما مقصرين في النظر» وروى ابن جرير «ان الشعبي كان يمر باي صالح باذان فياخذ باذنه فيعركها ويقول: تفسر القرآن وانت لا تقرأ القرآن وروى بن جرير عن صالح بن مسلم قال: «مر الشعبي على السدى وهو يفسر فقال: لان يضرب على استك بالطبل خير لك من مجلسك هذا» هناك خلالف في مولد الشعبي وفي وفاته اشهر الاقوال انه ولد في سنة عشرين وتوفي سنة (109) تسع ومائة من الهجرة (انظر تفسيري القرطبي وابن جرير وتهذيب التهذيب).