قبل حوالي عشرين يوما فقط عن موعد تنظيم الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة ليوم 2 مارس القادم حصلت " مواجهة " عسكرية سياسية إعلامية هي الاولى من نوعها بين مقاتلات حربية روسية وحاملة طائرات أمريكية عملاقة في المحيط الهادي.. هذا الحدث الاول من نوعه منذ 2004 فهمه المراقبون على انه جزء من أجواء الحملة الانتخابية التي يقوم بها الرئيس الروسي المتخلي بوتين وأنصاره لفائدة مرشحهم للرئاسة النائب الاول لرئيس الوزراء ديمتري مدفيديف.. أي أنها جزء من اللعبة الانتخابية.. أو "تسخينات" المرحلة الجديدة في التحضيرات للاقتراع العام.. عبر التلويح بورقة نيران الاسلحة الروسية.. لتاجيج المشاعر الوطنية لعشرات ملايين الناخبين.. وقد سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن رشح مدفيديف (42 عاما) "خليفة" له.. ضمن سيناريو يفترض توليه مهمة سياسية عليا قد تكون رئاسة الوزراء مع الرئيس الجديد.. والمرشح مدفيديف اقترن اسمه بعملاق صناعة الغاز الطبيعي الروسية، مجموعة "غازبروم"..وهو ما اعتبره البعض مؤشرا لحرص موسكو على أن تلعب في المرحلة القادمة دورا اقتصاديا دوليا اكبر.. في ظل تزايد حاجة الاتحاد الاوروبي ودول اسيا الصناعية (اليابان والصين وكوريا وتايوان) الى النفط والغاز الروسيين.. بعد مرحلة طويلة من الاعتماد على النفط والغاز الخليجيين أي على موارد الطاقة ايران والدول العربية الخليجية.. بنسبة تناهز ال60 بالمائة من حاجياتها.. والحاجة الى النفط والغاز الروسيين تبررهما هيمنة الولاياتالمتحدة على موارد الطاقة في الخليج.. وضغوطاتها على ايران.. الى جانب بروز مؤشرات لنضوب نسبة هامة من مخزون النفط والغاز في الخليج خلال العقود القليلة القادمة.. ورغم "التسخين" الاعلامي الامريكي الروسي.. والروسي الاوروبي بسبب عدد من الخلافات حول ملفات امنية وعسكرية (كان اخرها اعتراض مقاتلات روسية لحاملة الطائرات الامريكية) فان كل المؤشرات ترجح أن الملفات الاقتصادية ستحكم علاقات موسكو بخصوم الامس الاوروبيين والامريكيين.. بما من شانه دفع تلك العلاقات نحو مزيد من التقارب الذي يبرره تقاطع المصالح الاقتصادية.. في عهد الرئيس القادم.. الذي يرشح أن يكون مدفيديف.. وحسب كثير من المراقبين فان مدفيديف يتقدم بفارق كبير على منافسيه الثلاثة الآخرين في السباق وبينهم زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف والزعيم القومي اليميني المخضرم فلاديمير جيرينوفسكي، وهو المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل.. التي قد تغري كالعادة ما بين 10 و20 بالمائة من الناخبين لا أكثر. اما المرشح الرابع اندري بوجدانوف الذي يتزعم حزبا صغيرا اسمه الحزب الديموقراطي، فلن يفوز باكثرمن واحد في المائة من الاصوات حسب الاستطلاعات.. أي أن "الاستقرار" الاقتصادي والسياسي سيفرض نفسه في روسيا.. بعد 2 مارس..