على اثر احتجاز طاقم تحكيم مباراة قوافل قفصة ومستقبل المرسى وتسريحه في وقت لاحق بعد تدخل السلط القضائية ممثلة في وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بسيدي بوزيد، شهدت مساء أمس الأول منطقة العمران مواجهات عنيفة وغير مسبوقة بين المحتجين وأعوان الأمن. وقام أعوان الأمن بفك الإعتصام على مستوى مفترق الطريق الوطنية رقم 14 في اتجاه صفاقس باطلاق الرصاص المطاطي في الهواء و القنابل المسيلة للدموع على مدى ساعتين تقريبا الأمر الذي أدى إلى ترويع المتساكنين وبثّ الرعب في صفوفهم إضافة إلى بعض المشاكل الصحية التي طالت بالخصوص المرضى والأطفال نتيجة استنشاقهم للغازات. وقد أسفرت مداهمات ليلة اول أمس الخميس عن ايقاف عدد كبير من المعتصمين وفق ما أكدته مصادر نقابية وحقوقية مطّلعة ومواكبة للأحداث، التي تأتي على خلفية ما تعيشه منطقة العمران الراجعة بالنظر لمعتمدية منزل بوزيان من تفقير وتهميش و تضخم أعداد المعطلين عن العمل والنقص الفادح في الخدمات الطبية والمرافق الأساسية من ماء وكهرباء وبنية تحتية واحتقار جرحى الثورة ووصفهم ب"قطاع الطرق والمفسدين" في الأرض وتنديدا بظاهرة الإيقافات العشوائية للشباب المحتج وفي ظلّ غياب الحوار الجدّي لتناول قضايا البطالة والتشغيل والتنمية العادلة. تجمّع مساء أمس الأول عدد هام من المواطنين ومكونات المجتمع المدني بسيدي بوزيد أمام مقرّ الولاية مطالبين باطلاق سراح الموقوفين دون قيد أو شرط و انهاء التتبع العدلي ضدهم فيما أصدرت الهيئة الحقوقية لثورة 17 ديسمبر بيانا إلى الرأي العام عبّرت من خلاله عن انزعاجها الشديد حول ما آلت إليه الأوضاع من تردّ وتدهور خطيرين محملة السلط الجهوية والحكومة مسؤوليتها في اتخاذ المعالجة الأمنية كحلّ لتطلعات المواطنين.ومن المتوقع أن تشهد معتمدية منزل بوزيان مع مطلع الأسبوع القادم اضرابا عاما. وفي هذا السياق وعلى خلفية إيقاف أحد زملائهم في الإحتجاجات الأخيرة بمنطقة العمران نفذ أستاذة التعليم الثانوي بمنزل بوزيان إضرابا عن العمل وذلك كامل يوم أمس الجمعة. مسيرة مطالبة بالإفراج عن المعتقلين انطلقت في حدود الساعة العاشرة صباحا من أمام مقرّ الإتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد مسيرة سلمية جابت الشارع الرئيسي بالمدينة رفع أثناءها المشاركون من مختلف أطياف المجتمع المدني عديد الشعارات واللافتات التي تمحورت مضامينها حول الإفراج عن موقوفي العمران واستقالة الوالي محمد نجيب المنصوري الذي ساهم حسب قولهم في "تأزم الأوضاع بالجهة من خلال التصريح الذي أدلى به مؤخرا لإذاعة الكرامة ومفاده أنّ الأمن سيضرب بيد من حديد لمكافحة كافة المظاهر المخلة بالنظام العام وخاصة الإعتصامات الفوضوية مهما كان مأتاها ومبرراتها واحالة منفذيها على المحاكمة". الي ذلك قرر الإتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان على إثر إجتماع مكتبه عشية أمس تنفيذ إضراب عام اليوم السبت حيث ذكر النقابي علي محفوظي أن إتحادهم قرر الإضراب العام الذي سيشمل مختلف القطاعات بإستثناء الصيدليات و المخابز و قسم الإستعجالي بالمستشفى المحلي بالمكان و ذلك على إمتداد كامل اليوم السبت وذلك للمطالبة بإيقاف تتبع المطلوبين للعدالة و الموقوفين.