يعتبر القطاع الصحي بحامة الجريد واحدا من جملة المشاكل التي تتصدر اهتمامات المتساكنين وهو يتطلب تدخلات عاجلة لتوفير أبسط حقوق وضروريات الحياة الكريمة لهذه المنطقة التي مازالت إلى حد الآن تبحث عن تنمية حقيقية وتوازن اجتماعي في كافة المجالات وأولها القطاع الصحي. المستشفى المحلي يفتقر إلى أبسط المقومات بدءا بالتجهيزات مرورا بالإطار الطبي وشبه الطبي وصولا إلى الأدوية التي غالبا ما يفتقر إليها هذا المرفق الصحي ولاسيما منها الأدوية المتعلقة بالإسعافات الاستعجالية وغياب سيارة الإسعاف الحاضرة الغائبة أو السائق. وقد تجمعت كل هذه العوامل لتجعل المتساكنين يعيشون حالات من الخوف على صحتهم خصوصا بعد وفاة أم الطفلين(شعيب وآمنة) مؤخرا بلسعة سامة أودت بحياتها رغم نقلها إلى المرفق الصحي وقد خلفت الحادثة الأليمة التي اهتزت لها المنطقة وخيم على أجوائها الحزن والأسى ليس فقط لوفاة المرأة وإنما لأسباب الوفاة إذ يقول زوجها:" لو توفرت لها أسباب الإسعاف في الوقت اللازم لتم انقاذها حيث أشار إلى غياب الطبيب ساعة وصوله إلى المستوصف وأن العاملين هناك أعلموه بذلك وطالب الزوج بإجراء تحقيق في الغرض مؤكدا على ضرورة تعزيز المنطقة بالإطار البشري اللازم وكذلك سيارة الإسعاف بل بالأحرى بسائق السيارة حيث ان في تلك الفترة كان هذا الأخير في رخصة والسيارة في حد ذاتها لا يقع استغلالها إلا في فترة النهار. أما الحالات الاستعجالية التي ترد على "المستشفى" المحلي بحامة الجريد فإما أن الأهالي يضطرون إلى نقل المريض على حسابهم الخاص إلى دقاش(وهي على بعد 4 كلم) أو توزر وهي على بعد 9 كلم أو انتظار سيارة إسعاف قد لا تأتي من هاتين المدينتين. وفي ظل هذه الأوضاع يبقى القطاع الصحي يعاني الكثير من الهنات والنقائص التي طالما طالب المتساكنون بإيجاد حلول وفي مقدمتها تعيين سائق ثان لسيارة الإسعاف حتى لا تتوقف على أداء وظيفتها ليلا أو كلما استرخص"سائقها". وقد عبر العديد من المتساكنين عن امتعاضهم لهذا الوضع وأبدوا تخوفهم من انعكاسات مثل هذه الحالات لاسيما في حالة الإصابة بلسعات العقرب أو الأفعى في ظل انعدام النجاعة في الإسعاف وغياب سيارة الإسعاف ليلا وفي بعض الحالات الأخرى.