ضمن توجه اعتمدته وزارة التعليم العالي منذ سنوات عديدة يتمثل في تشجيع الخواص على الاستثمار في البناء لغرض الكراء لمقرات يتم استغلالها على وجه التسويغ لفائدة الوزارة على المدى الطويل على غرار المبيتات الجامعية والكليات والمعاهد العليا أقدم أحد رجال الأعمال بالمهدية على تهيئة فضاء يمسح 2400 متر مربع إلى بناية مسقفة مساحتها خمسة آلاف متر مربع استغلت منذ سبتمبر 2004 كمقر للمعهد العالي للإعلامية والميلتيميديا بالمهدية توافد عليه في سنته الاولى 147 طالبا ليرتفع عدد المرسمين به خلال السنة الجامعية الحالية إلى نحو 1280 طالبا. ورغم المجهودات التي بذلها صاحب العقار من خلال أعمال الصيانة الدورية وحجم الاستثمارات التي صرفها(حوالي 1،2مليون دينار) عن طريق قروض بنكية فإن العراقيل ما فتئت توضع أمامه لعرقلة الاستثمار، من خلال بث الإشاعات ونشر الأكاذيب حول وضعية البناية، فالبعض قال إن سقف إحدى قاعات الدراسة انهار خلال السنة الجامعية الفارطة- بدعوى افتقاده إلى أبسط شروط السلامة- والبعض الآخر زعم أن في البناية شقوق تسببت في تسرب المياه زمن الأمطار إلى المكاتب، فيما قال شق آخر إن صاحب البناية لم يحترم مسافة الأمان الفاصلة بين المقر وعمود التيار الكهربائي وأرجع سبب فاجعة جدت قبل أسابيع إلى ذلك الأمر.. وحتى بعض السياسيين ركبوا على الحدث.. وأمام تواصل مثل هذه الإشاعات أصبح المستثمر يعيش ضغطا متواصلا رغم انه قام بواجباته كاملة وعدم وجود أية إخلالات بالبناية، وهذا بشهادة الخبراء الذين عاينوا المقر،وهنا قال المستثمر في تصريح ل"الصباح" إن البعض دأب على بث الإشاعات لغاية في نفس يعقوب، ورغم أن ما ينشره مجرد افتراءات فإن ذلك يلقى الاهتمام لدى بعض المسؤولين الجهويين، وهو ما يهدد مستقبل الاستثمار في مثل هذه المجالات بولاية المهدية. وحول شائعة سقوط سقف إحدى القاعات خلال السنة الفارطة أكد محدثنا أن كل ما في الأمر أنه لاحظ تشققا في"بيت الدروج" فقرر هدمها، وأحضر العمال ونفذوا المهمة ثم قاموا بسدم المكان بواسطة الاسمنت المسلح، مضيفا أن خبيرا عاين المكان وأكد أن البناية في حالة عادية وليست بها أية إخلالات. وفيما يخص عدم احترام مسافة الأمان بين البناية وعمود التيار الكهربائي قال محدثنا إن المسافة حددت بحضور مختلف الأطراف والمصالح المعنية على غرار"الستاغ" والبلدية وهي في حدود أربعة أمتار، "لكن الصائدين في الماء العكر استغلوا حادث وفاة دهان وأحد الأعوان بالكلية رحمهما الله وإصابة آخر في حادث شغل ناجم عن قلة انتباه أثناء نقل السلم ليبثوا هذه الشائعة.. مشيرا إلى أنه صرف الكثير لتكون هذه البناية على الشكل الذي هي عليه اليوم في انتظار أن تتحرك المصالح البلدية والتجهيز لتعبيد الطريق الرابطة بيم الطريق الرئيسي والكلية والتي لا تتجاوز مسافتها 150 مترا. وتساءل محدثنا:" هل أعلمني مدير المؤسسة كتابيا بأية إخلالات في البناية طيلة الأربع سنوات الاخيرة التي ترأس فيها المعهد؟ هل راسل"الستاغ" حول موضوع العمود الكهريائي؟ وهل أصدرت البلدية قرارا بمنع وقوف الشاحنات أمام معمل المشروبات الغازية؟ ثم أجاب:"كل هذا لم يحصل وهو ما يعني أن كل الامور كانت تسير بطريقة عادية ولا وجود لأية إخلالات من طرفي كمالك للعقار، كما أن هناك أشياء تتجاوزني وتهم سلطة الإشراف والبلدية على غرار إصدار قرار يمنع توقف شاحنات معمل المشروبات الغازية". وأمام محاولة عرقلة الاستثمار، دعا محدثنا إلى ضرورة دراسة الملف من كل جوانبه بكل جدية، والنظر إلى حجم الاستثمارات التي صرفها لتهيئة الفضاء وأيضا إلى احترام الالتزام الموقع بينه وبين وزارة التعليم العالي القاضي بتسويغ البناية على المدى الطويل.