أكد عبد الرؤوف العيادي رئيس "حركة وفاء" رفضه للحوار الوطني المنبثق عن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل لإنقاذ البلاد وحسم الخلافات العالقة على الساحة السياسية كما اعلن عن اطلاق مبادرة تتعلق بالمحاسبة والتطهير في مجالات عدة قبل المصالحة. وذكر العيادي خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الحركة أن الحوار الوطني الذي دعا إليه الاتحاد هو آلية وليس مشروعا ولا يمكن بحال من الاحوال تعويض مهام المجلس الوطني التاسيسي. وقال إن "الاتحاد منظمة نقابية ولا يتدخل في السياسة وقد تم توظيفه للأحزاب الخاسرة في الانتخابات وتفعيل دوره في تصاعد الحركات الاحتجاجية والاعتصامات والاضرابات". وتحدث العيادي عن وجود ما اسماها ب"خطة مواجهة عبر الاصوات المنادية باسقاط النظام وحل المجلس التأسيسي وتهيئة أجواء التوتر في هذا الظرف الحسّاس". مؤكدا رفض حركة وفاء لأيّة مبادرة للحوار خارج المجلس الوطني التأسيسي.. وفي ما يتعلق بأسباب رفض الحركة لمبادرة الحوار الوطني اعتبر رئيس الهيئة التأسيسية لحركة وفاء ان موقف الحركة واضح في هذا المجال. وقال ان "الحوار الوطني يضم وجوها تجمعية عملت مع النظام السابق ولا يمكن الدخول مع اطراف كانت تعاملت خلال عقدين مع انظمة مستبدة وتسعى حاليا الى العودة الى الواجهة عبر بوابة الاتحاد مثل "نداء تونس" الذي يضم أسماء تجمعية تعاملت مع نظام الاستبداد." الثورة لم تستكمل ولاحظ العيادي ان بلادنا عاشت خلال عقود تصحرا سياسيا أثّر على الساحة السياسية وأدى الى ضعف الاداء السياسي في ظل تواصل الاشكال الاستعمارية تحت مسمى التعاون والاتفاقيات معتبرا ان ثورة 14 جانفي جاءت لتفسح المجال للقوى السياسية للانخراط في المنظومة الحضارية العربية. وأقر بعدم استكمال الثورة لأهدافها نتيجة عدم محاسبة الفاسدين فضلا عن استعمال "الترويكا" سياسة المهادنة في محاسبة المذنبين في النظام السابق خاصة في ظل إحجام الطرف الحكومي عن فتح ارشيف البوليس السياسي والبنوك ووكالة الاتصال الخارجي والصفقات العمومية وغيرها من القضايا الهامة. واضاف ان النخب السياسية "كان عليها الخروج من سلبيتها باستكمال اهداف الثورة لكن النخبة السياسية بقيت على نفس الحال رغم المكاسب المتمثلة في سد الفراغ السياسي بانتخاب المجلس التأسيسي". مشيرا في الوقت ذاته الى قصور وإخلالات في "الترويكا" التى لم تباشر الامور واعتمدت على الطرح التنظيمي من خلال السيطرة على مفاصل ودواليب الدولة. كما انتقد المعارضة التى حافظت على نفس التوجه باستعمال ادوات المواجهة التى كانت موجودة في السبعينات انطلاقا من أداة الاستقطاب الايديولوجي وليس على البرامج الاقتصادية والاجتماعية الهادفة، داعيا كل الفرقاء الى تجنب الفتنة والابتعاد عن حالة الاستقطاب الايديولوجي بين ما هو علماني وماهو إسلامي وبين ماهو حداثي وماهو ظلامي.. خطر الاستقطاب الإيديولوجي وبخصوص تصريحات راشد الغنوشي حول الفيديو المسرّب في شبكة التواصل الاجتماعي، قال العيادي إن الفيديو أخرج عن سياقه في اطار عملية التصعيد التى تعتمدها بعض الاطراف معتبرا ان ما جاء على لسان الغنوشي تم التصريح به في وقت سابق حول مشروع النهضة بأسلمة المجتمع والاستيلاء على دواليب الدولة، مؤكدا ان "حركة وفاء" ترفض المواجهة مع "حركة النهضة" لكن تطلب من الحكومة الكشف عن ارشيف الدولة ومحاسبة كل الضالعين في الفساد والانتهاكات خلال فترة النظام السابق. وردا على سؤال يتعلق بالحلول الكفيلة للخروج من المأزق السياسي الحالي أوضح العيادي ان على الاحزاب السياسية التخلي عن سياسة الاستقطاب الايديولوجي وطرح مقاربة سياسية للمشاكل وتجاوز الطرح الايديولوجي من خلال وضع استراتيجية واضحة بتوفير الادوات الفكرية للانتقال الديمقراطي وتحصينها من محاولات التوظيف عبر تشريك النخب الملتزمة بالمشروع الثوري وتحقيق أهداف الثورة. وتعليقا على مسألة التحالف مع "الجبهة الشعبية" قال "ان الجبهة الشعبية هي منهج تجميعي لقوى الثورة لكن تبقى نقطة الاختلاف في دعوة بعض الاطراف في الجبهة الشعبية الى اسقاط الحكومة والنظام وحركة وفاء لا تعتبر ذلك أولوية باعتبار ان الحركة تسعى الى جعل المحاسبة مهمة وطنية تنخرط فيها كل الاحزاب والقوى التى تتبنى المسار الثوري". تجاذبات سياسية في قراءة تقيمية للاداء السياسي بيّن ازاد ابادي النائب في المجلس التأسيسي ان تونس تعيش حاليا في مفترق طرق نتيجة التجاذبات السياسية بين اليمين واليسار خاصة ان المجلس التأسيسي بات "مركعا" من طرف "الترويكا" داعيا إلى ضرورة تحديد خريطة طريق للخروج من هذا الوضع عبر مبادرة وطنية لمحاسبة الفاسدين والمتورطين مع النظام السابق فضلا عن تحديد اجندات وتواريخ وتشريع للقوانين المتعلقة بالهيئات واقامة حوار سياسي بين مكونات الطيف السياسي والاستجابة لمتطلبات بناء الدولة الوطنية في شكلها الجمهوري ومؤسساتها الديمقراطية. وكشف ان كتلة الحركة ستعرض مشروع قانون المحاسبة والتطهير على أنظار المجلس التأسيسي معتبرا ان خطوة المحاسبة ضرورية لتحقيق الاهداف التى جاءت من أجلها الثورة. تحية لصمود أبناء "دار الصباح" ومن جهته حيا سليم بوخذير عضو الهيئة التأسيسية لحركة وفاء نضالات العاملين في "دار الصباح" ضد الالة البوليسة وسياسة التعيينات التى تسعى الى تكميم الافواه وكبت الحريات مبرزا أن ما يتعرض له قطاع الاعلام وخاصة مؤسسة "دار الصباح" يأتي في اطار ضرب وقمع الحريات.