تشكل كلية العلوم بتونس حاليا فضاء حيا للنشاطات الثقافية والعلمية والرياضية مما يوفر فرصة لاكتشاف مواهب الطلبة وإبداعاتهم عن طريق مجموعة من النوادي التي تعمل على تشجيع الطلبة وصقل مواهبهم وتنميتها من خلال برامج ثقافية لا منهجية طبعا - أي أنها تنشط خارج إطار الدرس - وذلك بغاية تيسير التواصل بينهم وبين إدارتهم والآخر حيث وجد ، خاصة وان اغلب هذه النوادي تقوم على مبدأ التشارك والحوار مما يساعد لاحقا على الارتقاء بذائقتهم وبتكوينهم اجتماعيا إلى جانب التكوين الأكاديمي الذي يتلقونه وبالتالي اندماجهم صلب محيطهم ومؤسساته العلمية والثقافية والرياضية وغيرها. هذا ما صرح به الأستاذ خالد علواني نائب عميد كلية العلوم والمكلف بالأنشطة الاجتماعية والثقافية بكلية العلوم بتونس وقد التقته «الصباح «خلال تظاهرة يوم الأبواب المفتوحة الذي انتظم أول أمس الاثنين للإعلان عن انطلاق نشاط النوادي الثقافية والعلمية والرياضية بالكلية للموسم الدراسي 2012/2013. نادي الموسيقى "آوت سيدارز آرت" استهل نادي الموسيقى "آوت سيدارز آرت" الحفل النادي تشرف عليه الأستاذة إيمان صفر وتترأسه الطالبة ريم النقاش التي تحدثت للصباح فقالت أن»آوت سيدارز آرت « هو من اعرق النوادي بكلية العلوم بتونس إذ احدث منذ ثمانينات القرن الماضي وأضافت:» كانت لنا مشاركة رئيسة في فقرات يوم الأبواب المفتوحة وقد وغنى وعزف كل احمد الزديري(كمنجة) وخليل بريكي(غيتار باس) وخليل الهرماسي(باتري) معز هميلة(قيتارة) و وائل زياني (كمنجة) ومحمد حميدة (قيثارة) ولبيب العبيدي( كمنجة) وبلال بن سلطانة (كمنجة) وعازف العود محمد بن احمد.» في هذا اليوم ملأت الحان سيد درويش والرحابنة وأغاني فيروز أرجاء الساحة الحمراء للكلية مما ابهر الحضور. وازداد الجو حماسا مع فقرة «الدجام» التي انخرط فيها كل العازفين تقريبا - وهو نمط موسيقي أصبح مشهورا جدا في أيامنا هذه ابتدعه السود في الولاياتالمتحدةالأمريكية وانتشر في بقية أرجاء العالم بين العازفين من الشبان خاصة وهو عبارة عن ارتجال يبدؤه احد العازفين بإيقاع معين يواصله البقية شدت هي أيضا انتباه الطلبة الذين تجمعوا بداية من منتصف النهار لمواكبة الاحتفالية وشاركوا في غناء «سويت شايلد او ماين» و»ستيل لوفيغ يو» و»فيفر» وغيرها من الأغاني التي أدتها باقتدار الطالبة ريم النقاش. وتم بالمناسبة تقديم عدة فقرات موسيقية تراوحت بين الروك والميتال والبلوز والجاز والموسيقى الشرقية. نواد ثقافية بلا تحزب ولا تجاذبات سياسية نوادي عديدة شاركت في فقرات يوم الأبواب المفتوحة بكلية العلوم هذه النوادي وحسب ما صرح به الأستاذ خالد علواني عددها 30 بعضها طابعها فني (فنون تشكيلية.. تصوير.. موسيقى.. مسرح.. سينما..) وأدبي (نادي الحوار الذي يطرح للنقاش مواضيع مختلفة ترتبط غالبا بالآنية والحدث سواء كان اجتماعيا أو سياسيا أو علميا) وبعضها الآخر علمي (نادي الالكترونيك والروبوتيك والبرمجيات الحرة وعلم الفلك والعلوم الطبيعية ونادي أصدقاء الأرض والبيئة والكشافة ومتطوعي الهلال الأحمر. وتمنح إدارة الكلية تأشيرة النشاط في رحابها لكل مجموعة ترغب في تكوين نادي شرط ان يتبناها أستاذ يكون همزة الوصل بينها وبين الطلبة وضامنا لحسن التسيير والتواصل والعمل الجاد وعلى ان تعمل هذه النوادي بعيدا عن التحزب والتجاذبات السياسية وان يكون هدفها الأساسي النشاط الثقافي وصقل المواهب وتسهيل اندماج الطالب في محيطه و التلاقح والتواصل بين المنتمين لمختلف النوادي حسب نظام داخلي موضوع على ذمة طل الطلبة. الإشعاع خارج أسوار الكلية وأكد الأستاذ خالد علواني أن عديد النوادي تمكنت من الإشعاع خارج أسوار الكلية وذكر من بينها نادي علم الفلك الذي نظم يوما دراسيا في مدرسة المهندسين في مجاز الباب عن الهندسة الريفية وشارك في تربص علمي فلكي ونظم ورشات ومحاضرات هامة جدا كالتي قدمها الباحث التونسي فيصل بن عبة وهو أستاذ يدرس في جامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية كذلك نادي العلوم الطبيعية الذي نظم عديد المحاضرات في فضاءات علمية وثقافية عديدة ونادي الروبوتيك الذي هو بصدد اختراع «روبو» يشارك به في المهرجان العلمي للمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا.» من بين النوادي الناشطة داخل الكلية والمشعة على المحيط الخارجي نجد نادي الشباب والحرية الذي حدثتنا عنه الطالبة زينب شوشة فقالت:» ان عملها وبقية أعضاء النادي انساني وتطوعي بدأ سنة 2011 فكان التعامل مع مستشفى صالح عزيز قسم الأطفال حيث كنا نلتقي معهم أسبوعيّا لنعوض لهم ما فاتهم من دروسهم ثم أصبح بالتدريج لقاء شهريا. كما أننا نعمل تطوعيا على جمع التبرعات من المواطنين العاديين الذين نلتقي بهم في المونوبري أو الطلبة الموجودين في كلية العلوم وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي وهكذا زرنا دار المسنين في رمضان وفي الأعياد كذلك دار الأيتام وقد شاركنا اليوم في نشاط يوم الأبواب المفتوحة وكانت غايتنا مزيد التعريف بنادينا وبنشاطنا وبالحملات التحسيسية التي ننوي القيام بها. طبعا الحديث عن مؤسسة ينشط صلبها ثلاثون ناديا يختلف طابعها بين علمي وفني لا بد لها من فضاءات وميزانية تلبي احتياجات كل هذا الشباب المتحمس ولكن غياب العدد الكافي من الفضاءات والميزانية المحدودة كثيرا ما يخلق إشكاليات يعسر مجابهتها ولكن تفهم تضافر جهود رئاسة الجامعة ورؤساء النوادي وقدرتهم على التواصل والحوار وقبولهم لشرط العمل مع بعضهم البعض يساعد على تجاوزها.