علمت"الصباح" أن الشاب محمد البختي (من مواليد 1985) المنتمي للتيار السلفي فارق في حدود الساعة الخامسة من فجر أمس السبت الحياة متأثرا بالمضاعفات البليغة لإصابته-حسب ما يتداول- بنزيف حاد في المخ جراء دخوله في إضراب جوع منذ نحو 56 يوما بالسجن المدني بالمرناقية أين تم إيداعه في انتظار محاكمته في قضية أحداث السفارة الامريكية. والشاب محمد البختي أصيل منطقة جرادو من معتمدية الزريبة بولاية زغوان كان ألقي القبض عليه إثر ما عرف بقضية سليمان وصدر ضده في فيفري 2008 حكم بالسجن لمدة 12 سنة رغم نفيه لكل ما نسب إليه في تلك الاحداث إذ أكد لدى إعذاره أمام المحكمة أنه"لا علاقة لي بما وجّه لي من تهم والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل" قبل أن يتم تمتيعه بالعفو التشريعي العام. وظهر محمد البختي أثناء أحداث كلية الآداب بمنوبة مدافعا عن حق الطالبات في دخول الحرم الجامعي والفصول بالنقاب، قبل أن يتم إيقافه من قبل الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني على ذمة الأبحاث في أحداث السفارة الأمريكية ثم إيداعه سجن المرناقية أين دخل رفقة مجموعة من الموقوفين المحسوبين على التيار السلفي في إضراب جوع احتجاجا على ظروف إيقافهم وطول الاحتفاظ بغالبيتهم دون توجيه أية تهمة لهم أو محاكمتهم ومطالبتهم بعزلهم عن سجناء الحق العام. وبعد نحو 56 يوما من إضراب الجوع تدهورت حالته الصحية ونقل إلى المستشفى أين فارق الحياة فجر أمس، وقد نشر على الصفحات الاجتماعية تسجيل مصور مؤثر للحظات الاخيرة من حياة محمد البختي وهو ممدد على فراش المرض وبجانبه والدته وهي تهمس إليه"يا محمد.. يا ولدي.. يا خويا.. حسّ بيّ يا محمد" ممسكة بيده.. ولكن محمد كان حينها يموت سريريا قبل أن يفارق الحياة فجر أمس ويوارى جثمانه مساء الثرى بمسقط رأسه في جنازة مؤثرة. وقد تسربت رسالة من السجن قبل وفاة السلفيين البشير القلي ومحمد البختي نشرت على إحدى صفحات الفايس بوك وفيها إشارة إلى الحالة الصحية للمضربين عن الطعام. ومن اهم ما جاء فيها تحت عنوان"مظلومون بين حياة أو موت" نداء إلى"كل من له قلب ينبض بالإيمان من آباء أو أمهات، أفراد أو جماعات، أحزاب أو جمعيات.. إلى المسلمين جميعا ليقفوا وقفة رجل واحد لإنقاذ أرواح مظلومة بريئة من ظلمات السجون، فقد شهد سجن المرناقية أطول وأشرس إضراب جوع يكاد أن تزهق فيه أرواح من خيرة شباب تونس". تجدر الإشارة إلى أن السلط القضائية فتحت تحقيقا لكشف الظروف التي حامت حول وفاة الشابين السلفيين البشير القلي ومحمد البختي، وبالتوازي مع ذلك يبدو ان سجناء التيار السلفي بسجن المرناقية دخلوا جميعا في إضراب جوع.