قال الدكتور نبيل شعث مفوّض العلاقات الخارجية لحركة "فتح" وعضو اللجنة المركزية للحركة في تصريح خص به "الصباح" أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستعد للذهاب إلى قطاع غزة في أي حين موضحا أن الامر يتعلق بالترتيبات الامنية والوضع في غزة. وأشار شعث في وقت متأخر من مساء أمس الى أن اجتماعات مطولة جمعته بخالد مشعل بالقاهرة قبل انتقاله الى غزة حيث شرع في عقد لقاءات مع مختلف ممثلي الفصائل الفلسطينية في القطاع. وقال انه كممثل لرئيس السلطة الفلسطينية اجتمع بمختلف ممثلي الفصائل الفلسطينية في القطاع وخرجوا برسالة موحدة للشعب الفلسطيني ولإسرائيل وللعالم مفادها ان الشعب الفلسطيني واحد لا يتجزأ، ملاحظا أن"هذا الاجتماع يعد الاول من نوعه الذي يجمع كل ممثلي الفصائل الفلسطينية وبينها"فتح" و"حماس" و"الجهاد" و"الجبهة الشعبية"، ومشيرا إلى أن الرسالة التي خرجت بها الفصائل المجتمعة هي نفسها التي أطلقها كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وخالد مشعل. وشدد شعث على أن ممثلي الفصائل الفلسطينية يتصدون للمحنة بالوحدة موضحا ان وحدة عملية بدأ تنفيذها للتو ووحدة قانونية ستتبلور وتتضح لاحقا. وقال"التقينا اليوم وكنا على قلب رجل واحد" موضحا أنه سينقل الى الرئيس الفلسطيني التطورات الحاصلة في الساحة الفلسطنية. غضب وألم وعن المشهد الراهن في غزة تحت القصف قال نبيل شعث أنه يحب غزة التي سيعود لتأمل بحرها الجميل كلما اشتاق اليه. وأضاف أنه يشعر بالحزن العميق والغضب لحجم الدمار والخراب الذي حل بغزة وبعشرات الاطفال فيها ومئات المصابين الذين ضاقت بهم المستشفيات وذلك بعد أن تنقل بين أحيائها ووقف على مآسي ومعاناة أهلها. وفي وصفه للمشهد في غزة طوال يوم أمس، يقول شعث انه صدم لعدد البيوت المدمرة ولحجم الخراب، وأوضح أنه لم يتم بعد استخراج العالقين تحت الأنقاض بسبب استمرار القصف العشوائي على البيوت وعلى المدنيين. وندد شعث بالموقف المتخاذل لقادة الغرب الذين يصرون على توجيه اللوم ل"حماس" ويتجاهلون جرائم الاحتلال مستنكرا في ذات الوقف سياسة المكيالين وما تفرضه على الشعب الفلسطيني من ظلم. رفع الحصار وليس مجرد هدنة وعن آفاق أو مؤشرات هدنة مرتقبة تحقن الدماء والأرواح الفلسطينية، أجاب نبيل شعث بأن الطائرات الاسرائيلية لا تزال(وهو يحدثنا) تحلق فوق الرؤوس وتنذر بمزيد من الانتهاكات في حق غزة وأبنائها. وكشف شعث ل"الصباح" عن أن الجهود لا تزال جارية في القاهرة من أجل التوصل الى هدنة، وقال انه إلى جانب الوفد المصري الذي يترأسه الرئيس مرسي، هناك الوفد الفلسطيني والوفد التركي ووفود عربية أخرى بصدد اجراء مفاوضات جادة تضع حدا للقصف والقتل وترفع الحصار نهائيا عن غزة. إلى الاممالمتحدة وعما اذا كان العدوان المتواصل سيؤثر على الجهود الديبلوماسية الفلسطينية في الاممالمتحدة للحصول على العضوية، رد شعث بقوله"إطلاقا، نحن ذاهبون الى الاممالمتحدة وموعدنا في29 نوفمبر وكل العالم معنا". وعن المطلوب عربيا، رد شعث بأنه"على العرب جميعا أن يعيدوا بحث المطلوب لاستعادة الأرض المحتلة، حتى يأخذ الفلسطينيون حقوقهم في الاستقلال، وأن يقف العالم إلى جانبها ضد كل الاعتداءات الإسرائيلية، وعدم الاكتفاء بالتنديد والشجب والاستنكار". التوقيت وعن توقيت العدوان يرد شعث بأنه يذكر أيام حكومة أولمرت سنة 2008، أنه كانت هناك ضغوط سياسية كبيرة، حيث قامت هذه الحكومة بشن الحرب على غزة من دون أي مبررات، وعندما اقترب إسحاق رابين من الوصول إلى اتفاق مع ياسر عرفات، قام هؤلاء الذين يحكمون إسرائيل الآن باغتيال إسحاق رابين... هؤلاء الناس يميلون إلى مربع القتل، ويعتقدون أن العالم لن يحتج عليهم ولا يخضعون للقانون الدولي، ولأنهم لم يستطيعوا شن حرب على إيران ولم يأخذوا من أمريكا ثمنا لذلك، يريدون إقناع أبناء شعبهم بأنهم لايزالون قادرين على الحروب، ويريدون أن يقولوا للعالم إن الفلسطينيين مازالوا يستخدمون الإرهاب ضدنا، في وقت أن هذا الشعب محاصر ومن حقه الدفاع عن نفسه.