يعود تاريخ آخر حالات الإصابة بفيروس حمى غرب النيل في عدد من أنحاء البلاد إلى نهاية شهر أكتوبر وبداية نوفمبر، حيث تم رصد علامات الإصابة، وأثبتت نتائج التحاليل صحة الإصابة بهذا الفيروس. ويعكس توقف سجل الإصابات عند مطلع الشهر الجاري مؤشرا قويا على السيطرة على البعوض الناقل للفيروس الذي استأثر منذ الإعلان عن أولى حالات الوفاة الناتجة عنه قبيل عيد الأضحى باهتمام ومتابعة لصيقة للجهات الصحية لمستجداته على مستوى الانتشار والمكافحة. كما استحوذ على انشغال الرأي العام وترصد أخبار الفيروس الذي وإن لا يعتبر جديدا على المشهد الصحي عندنا إلا أن بث تقاريره الدورية وتجنب التعتيم الإعلامي في نشر ما يجد من إصابات وسط وضع بيئي منخرم وانفلات سيئ للغاية على مستوى العناية بالنظافة ما يمثل بؤرا للأمراض ومصدرا للأوبئة، كل هذه العوامل جعلت التوجس من مخاطر تكاثر الناموس الناقل للفيروس محور انشغال عام. إلا أن هذا الإحساس أخذ في الفترة الأخيرة في التراجع بتغير حالة الطقس وانخفاض درجات الحرارة .على اعتبار أن البرد يشكل أكبر عدوا لهذا الصنف من البعوض. وهو ما يفسر عدم اكتشاف حالات جديدة منذ ثلاث أسابيع. حول آخر الإصابات المسجلة (نأمل أن تكون الأخيرة) التي بلغت المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة أفادت الدكتورة سهى بوقطف المتابعة لملف حمى غرب النيل صلب المرصد أن حالات التي أكدتها نتائج التحاليل إلى تاريخ 23نوفمبر والتي يعود ظهورها إلى أسابيع خلت تبلغ 13إصابة جديدة ليرتفع العدد الجملي إلى 76حالة،وتسجيل استقرار في حالات الوفاة ب10وفيات. وتتوزع الإصابات على المناطق التالية: -المنستير 13إصابة منها حالتان جديدتان -قابس 19إصابة منها حالة واحدة جديدة -قبلي 14دون تسجيل حالات جديدة -جندوبة 5حالات ولم تظهر إصابات حديثة العهد -المهدية 7حالات استقرار -بنزرت 6إصاباتحالة واحدة جديدة -سوسة 5إصابات وتسجيل 3إصابات جديدة -توزر حالة واحدة -صفاقس حالة واحدة جديدة -القيروان حالتان جديدتان - سيدي بوزيد حالة واحدة جديدة -نابل حالة واحدة جديدة. اللافت للنظر أن الإخلال الحاصل على مستوى النظافة وتفاقم مظاهر تراكم الأوساخ وانتشار الزبالة في كل مكان شكلت ولا تزال مصدرا لعديد الأمراض والأوبئة وأعادت إلى المسامع أخبارا حول الانتشار الحاد والموسع للجرب والقمل وها أن فيروس النيل يعاود الظهور بكثافة أيضا وذلك في علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتراكم الأوساخ وركود المياه الآسنة ما يستوجب وعيا جماعيا بمقاومة هذه المظاهر والحفاظ على نظافة المحيط وهذا ليس بالأمر العسير.