تلتئم من 14 إلى 22 ديسمبر الجاري بالنادي الثقافي الطاهر الحداد الدورة الخامسة لمهرجان الخرافة وهو مهرجان أراده منظموه أن يكون مساهمة بسيطة في إحياء جانب من تراثنا الشفوي وتحديدا الخرافة والحكاية الشعبية. والمهرجان يعنى بالخرافة وهو موضوع شاسع وعلى ارتباط وثيق بالحكواتي في الشرق وبالفداوي في تونس وهي كلها إحالات على إرث ثقافي وحضاري مهم معتمد على الخطاب الشفوي. وهذه الدورة سوف لن تحيد عن سابقاتها حيث سيتم تقديم مجموعة كبيرة من الخرافات يرويها نجوم من المسرح التونسي.. وفي هذا السياق أفادت هدى بوريال مديرة المهرجان أنه وعكس ما يعتقد البعض لازال للخرافة مكانتها في هذا العصر الذي بدا ينعزل فيه الفرد عن المجتمع باكتساح وسائل الاتصال الحديثة لحياتنا اليومية.. وأضافت أن الخرافة التي تشكلت ملامحها وعناصرها عبر قرون عديدة، وبما تحمله من حكمة إنسانية تراكمت عبر العصور تعتبر من أهم المحامل التي تمرر للطفل وللإنسان عموما ما تحمله في طياتها من قيم ومبادئ تهيئ للفرد نفسانيا واجتماعيا لدخول معترك الحياة. من جهة أخرى أوضحت أن الخرافة عبر شخصياتها وشخوصها تجيب الطفل بطريقة غير مباشرة عن حيرته وخوفه من المستقبل،، فهي تلج إلى باطنه النفسي وتيسر عليه عملية الإعلاء لتحدثه عن الموت، وعن الحب والكراهية.. وعن الغيرة والصراعات بين الأخوة.. عن فترة المراهقة والمرحلة الانتقالية من الطفولة إلى عالم الكبار،، عن الخير والشر،، والمعادلة الصعبة بينهما. كل هذا تمرره الخرافة إلى الطفل بطريقتها الخاصة التي يستجيب لها الطفل،، فهو يستبطنها ثم يفكك رموزها ويتمكن من القيام بعملية الإعلاء لمخاوفه وحيرته وتساؤلاته.. وأضافت هدى بوريال أن مهرجان الخرافة هو أيضا فرصة لمسرحيين اهتموا بهذا الجانب ليلتقوا في حيز زمني معين وليطلعوا على تجارب بعضهم البعض. وحول جديد هذه الدورة بينت مديرة مهرجان الخرافة أنهم ارتأوا أن ينظموا ورشة تكوينية في فن سرد الحكاية تشرف عليها الحكواتية الفلسطينية دنيس اسعد ويشارك فيها البعض من هؤلاء الفنانين لتمكينهم من فهم العناصر الخرافة وتمفصلاتها، واوضحت أن كيفية سرد الخرافة لها قواعدها وأسلوبها الذي يختلف عن العمل المسرحي.. كما تم التعاون خلال هذه الدورة مع نادي الحكاية بصفاقس من خلال مشاركة كل من رائدة مزيد، سوسن كانون وسنية بن عمر بخرافات تقدم بفضاء النادي إضافة لمشاركة أسماء أخرى في ورشة فن سرد الحكاية. وبالتنسيق مع المندوبية الجهوية للثقافة وفي إطار التنشيط الخارجي للمسلك الثقافي لمدينة تونس سيتم انفتاح المهرجان على فضاء مقهى الشواشية وساحة بئر الأحجار.