تبدّدت مخاوف الفلاحين في الجهات مع الزخات الأولى لهذه الأمطار تونس الصباح: بعد انحباس للامطار دام اكثر من شهر ونصف، وارتفاع لدرجة الحرارة التي زادت من تخوف الوسط الفلاحي، وهددت بمظاهر سنة جافة في فترة حساسة جدا يمر بها القطاع الفلاحي، وانعكاس هذا الوضع على المواسم الكبرى، وعلى المراعي والماشية وخوفهم من النقص المسجل في الاعلاف والالتجاء الى الاعلاف المركبة الموردة من الخارج.. بعد كل هذه المظاهر التي لفت الوسط الفلاحي وحيرت الفلاحين، جات امطار مارس لتبدد جملة هذه المخاوف، حيث منذ ليلة اول أمس شهدت البلاد تقلبات مناخية صاحبتها امطارهادئة على جملة من جهات البلاد. فماذا عن قيمة هذه الامطار، وانعكاساتها على الوسط الفلاحي؟ وهل تبدد هذه الامطار مخاوف الفلاحين وتبشر بسنة فلاحية ناجحة؟ امطار مارس في التقويم التقليدي للوسط الفلاحي يجمع الوسط الفلاحي منذ القدم ان لأمطار شهر مارس قيمة خاصة وانعكاسات ايجابية جدا على الموسم، حيث يعتبر نزول الامطار في هذه الفترة لقاح عام لكل انواع الاشجار والثمار ودواء متميز لازالة كل انواع الامراض والطفيليات التي يمكنها ان تنتج عن نقص الامطار او ظهور بعض العاهات. وتثمينا لقيمة الامطار في مثل هذه المرحلة من بداية فصل الربيع جاء المثل الشعبي القائل "مطر مارس.. ذهب خالص"، ولا شك ان هذه المقولة تناقلها الوسط الفلاحي والاجتماعي بشكل عام، حيث نسمعها تتردد بين الجميع تبركا بنزول امطار مارس، وهي دون شك تمثل حكمة يدركها الفلاحون اكثر من غيرهم باعتبارهم المباشرين لكافة القطاعات الفلاحية، والمدركين اكثر من غيرهم لقيمة هذه الامطار وانعكاساتها الايجابية على بقية الموسم واوجه الحياة الفلاحية بشكل عام. فماذا عن امطار مارس وقيمتها ودورها وانعكاساتها على الوسط الفلاحي، حتى يتبارك بها الفلاحون ويعولون عليها بشكل خاص؟ اتعكاسات إيجابية على الزراعات الكبرى والاشجار المثمرة أكدت لنا مصادر من الاتحاد الوطني للفلاحين، ومن المندوبيات الجهوية للفلاحة وكذلك الوسط الفلاحي ان امطار الامس واليوم تمثل لقاحا عاما للقطاع الفلاحي، خاصة بعد انحباس الامطار الذي دام اكثر من شهر ونصف في فترة تعتبر حساسة جدا من أواخر فصل الشتاء الذي تم توديعه خلال الاسبوع الفارط حسب التقويم الفلاحي التقليدي. وافادتنا هذه الاوساط ان امطار مارس لها انعكاسات جد ايجابية على الزراعات الكبرى على وجه الخصوص، حيث يمر الزرع بمرحلة نمو تجعله في حاجة ماسة الى الارتواء بمياه الامطار. وتؤكد هذه الاوساط ان الزراعات الكبرى في تونس في حاجة ماسة للمطر وان عديد الجهات شهدت في هذا المجال ذبولا للزراعات نتيجة النقص المسجل في الامطار. واعتبر الوسط الفلاحي ان لامطار مارس الحالية قيمة كبرى سوف تغير اوجه الحياة الفلاحية ايضا في مجال الاشجار المثمرة التي بدأت تزهر وتظهر اوراقها بعد سبات الشتاء الذي تمر به. كما افادت الاوساط الفلاحية ايضا ان لهذه الامطار قيمة ايضا بخصوص نجاح موسم زراعة البقول، والخضر، والخضر الورقية، وايضا الاعداد للزراعات الربيعية، كما يمكن ان يكون لها انعكاس ايجابي على الماشية بفضل ما ستشهده المراعي من تطور خلال الفترة القادمة.