طلبتم مني يا أحفادي اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، ومريم، وأحفاد بني وطني وعقيدتي أن تستفسروا عن المسائل التي حيرتكم فلكم الكلمة. سأل اسكندر، وكريم، وحسان، ووسيم ماهي القيم الطيبة المتصلة بقواعد السلوك والاخلاق؟ أجبتهم إن قواعد السلوك والاخلاق في كل عصر هي العدل، والصدق، والامانة، والوفاء. فهي أسس السلوك الصالح للفرد والمجتمع وقوام العمران البشري، وسيظل الظلم والكذب، والخيانة، والغدر في كل عصر هي أسس الخبث والخراب والفساد. فتساءلت سليمة، وأسماء، وكنز ماهي الجوانب المتغيرة في الحياة؟ اجبتهن تشمل التقدم المادي، والعلمي، وتطور اساليب الانتاج، وتشمل صور المجتمع: هل هو مجتمع، رعوي أو زراعي أو صناعي، أو ذري.. أو... وتشمل بالتالي اقتصاديات هذا المجتمع، وطبيعة الروابط والعلاقات بين المالكين وغير المالكين، وتشمل الصورة السياسية للمجتمع، وطبيعة الروابط، والعلاقات بين المالكين وغير المالكين، وتشمل الصورة السياسية للمجتمع، وتنظيماتها (انظر التطور والثبات لمحمد قطب) وتساءل محمد يونس، ويوسف، واحمد، ومحمد عزيز، هل هناك فوائد أخرى؟ اجبت نعم: الحياة فيها جوانب ثابتة واخرى متغيرة وهما معا ضروريان لاستمرار الحياة. وغير صحيح أن نقول ان الحياة تغيرت تماما، ولم يعد ثمة حاجة الى انظمة أو تشريعات مستمدة من مصادر ثابتة، لان حقيقة الامر أن ثمة تغيرات قد حدثت، واثرت تأثيرا كبيرا في بعض الجوانب، وتأثيرا سطحيا في جوانب اخرى فلا بد من التمييز بين التغييرات الجوهرية والتغييرات الشكلية. نجد قوانين في أي مجتمع تتصف بالثبات، ولا يتغير منها الا ما تدعو الحاجة الى تغييره، لأن ثبات القانون يؤدي الى اطمئنان الافراد. وأمنهم من المفاجآت والتقلبات ووضوح أسس العدالة والنظام للكافة، ويؤدي الى الثقة والازدهار. وتساءلت مريم، وأسماء، وسارة هل يوفر هذا كله أفضل الظروف؟ نعم يتيح افضل الظروف للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، وحسن العلاقات الدولية، وسيادة الاخلاق والفضيلة بسبب معرفة كل ذي حق حقه فتمتنع أسباب الصراع والاستغلال، والغدر، وغير ذلك مما يحرض على الرذيلة وانتهاز الفرص بسبب ضعف القانون والعدالة (انظر النظام الدستوري للدكتور مصطفى كمال وصفي). وأفيدك يا احفادي أن فلسفة الاسلام التشريعية قامت على أساس الحقيقة السابقة، وهي ان في الحياة جوانب ثابتة،ّ وأخرى متغيرة. فجاءت تشريعات مفصلة في الجوانب الثابتة من حياة البشر، وبمبادئ وقواعد تشريعية عامة أو مجملة في الجوانب المتغيرة، لضمان الاستقرار والوحدة فعلينا الالتزام بالثابت والاجتهاد في المتغير حسب ظروف العصر. كما أشار الدكتور محمد بلتاجي. والله الهادي لأقوم السبل.