هل كتب علينا أن نضع أيدينا على قلوبنا كلّما كانت هناك مباراة بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي مهما كان إطارها سواء لحساب البطولة أو الكأس أو على الصعيد الإفريقي...؟! ... هل كتب علينا أن نضع أيدينا على قلوبنا ونبقى نتضرّع إلى الله «أن تكون العاقبة خير»، مردّدين في السرّ والجهر «يا ستّار أستر... وجيب العواقب سليمة يا رب»؟! نعم تلك هي الحقيقة المؤلمة والمفزعة التي أصبحنا نعيشها على وقع مقابلة كان من المفروض أن ننتظرها بلهفة وشغف باعتبارها قمة تقليدية تضمن أكثر من سواها لعشاق اللعبة - بقطع النظر عن انتماءاتهم - عناصر الإثارة والتشويق والحماس والفرجة والمتعة الكروية الراقية... وإذا بها تتحوّل حين تدقّ ساعة الحسم إلى قنبلة موقوتة نخشى انفجارها في أية لحظة ونتوجّس خيفة من عواقبها الوخيمة والتي كانت فعلا كذلك وخيمة بل ومريعة وما بالعهد من قدم حيث لازلنا نذكر جميعا أحداث هرقلة التي جدّت على الطريق السريعة الرابطة بين تونس وسوسة، يوم كانت جماهير الترجي عائدة من المنستير وجماهير النجم عائدة من المرسى، وحصل اللقاء المشؤوم مخلّفا الفواجع وأنهارا من الدّموع! ... ولكن لماذا كتب علينا أن نعيش المآسي والأحزان بدل الأفراح؟؟!! ... لماذا يسرقون فرحتنا ويحوّلونها إلى أتراح؟؟!! ... لماذا يغتصبون حقّنا في الفرجة والمتعة، ويحكمون علينا بالارتعاد خوفا من حصول المكروه؟؟!! تريدون أن تعرفوا لماذا يحدث كل هذا حين يلتقي الترجي والنجم؟ الجواب بسيط ولكنه خطير في آن واحد وفحواه أنّنا إلى الآن لم نتخلّص من الأحقاد الدفينة التي عشّشت في العقول وتوارثتها الأجيال، مغذّية في النفوس الكراهية والبغضاء التي عادة ما تتجلّي في أبشع المظاهر كلّما التقت جماهير الفريقين. أجل ذاك هو سبب البليّة والسارق الذي لم نفلح في القبض عليه رغم كونه يغتصب منّا فرحتنا كلّما منّينا النفس بمشاهدة قمّة كروية من أرقى طراز. فمتى نعي أنّه بإمكاننا القبض على هذا السارق وإراحة رياضتنا منه، شريطة أن تتوفر العزيمة الصادقة لدى الترجّي الرياضي والنجم الساحلي معا على اجتثاث جذور الكراهية والبغضاء والأحقاد الدفينة واقتلاعها مرّة واحدة. فذاك هو الشرط الوحيد للقضاء على دابر هذا الغول المخيف، فإن صحّ عزمنا فلا خوف علينا، وإلاّ فيا خيبة المسعى وبئس المصير! أليس كذلك؟