رؤوف بن يغلان صوت حر، مسؤول وملتزم عمد الى التلميح في اعماله واختار التصريح هو بين هذا وذاك قبل 14 جانفي لكنه الآن حنجرة صارمة رافضة محللة ناظرة الى الواقع بعمق لانه يصدر عن مرجعيات ثقافية مخصوصة ينظر الى الحين والآخر ويقيّم دور المثقف والمبدع وعلاقته بالنخب السياسية وينقد بعض وسائل الإعلام التي تجاهلت ذاك الفنان المسكنون بحب الوطن وعن هذه اللحظات كان لنا معه لقاء كاشف. يتوجس المتابع للشأن السياسي في تونس خطرا كبيرا أين يكمن ذلك حسب اعتقادك كمبدع؟ - لقد تصورت هذه الوضعية التي نعيشها الآن ،الكل يعرف أن الخطر الاعظم يتمثل في وجود سلاح يتنقل هنا وهناك في أرجاء البلاد هذه الوضعية منذ عام ونصف والمؤسف ان الحكومة تعرف ذلك ولكنها لم تحرّك ساكنا، والادهى والامر أن اطرافا تعرف ايضا من يمسك بهذه الاسلحة ولم تحرّك ساكنا ولم تأخذ الامور بالجدية المطلوبة ان عنوان المرحلة التي نمر بها هي الاستهانة. ولكن الامور احتدّت بطريقة سريعة؟ - هذا منتظر وقاعدته العنف اللفظي وهو ناتج عن كبت سنوات وكان من الاجدر ألا نبرره.. انتشر هذا العنف لانه في فترة ما لم يقع تمكين كل الاطياف من التعبير. الام تردّ العنف السياسي؟ - أراه ناجما عن امر واحد وهو أن نخبتنا ينقصها النضج وتعوزها الحنكة والتجربة ويمكن ان تلاحظ ان الراشدين في السياسة امثال الاستاذ احمد المستيري لا يتعاملون بمثل هذه الخطابات وقد ادّى هذا الشكل من العنف السياسي الى عنف مسلح نتيجة فوضى سياسية قديمة تتحمل مسؤوليتها كل الاطراف. رؤوف أين المثقف في المنابر السياسية المنتشرة هنا وهناك في مختلف وسائل الإعلام؟ - النخبة السياسية تحتكر كل شيء ، التعبير في الاذاعات والتلفزات رهين الولاء والحضور في بعض البلاتوهات خاضع للمعارف والاكتاف. ما هو الحل حسب رأيك؟ - وجب توفير آليات جديدة للتعبير وأنا اقترح إنشاء إذاعات مدنية ليست بيد الخواص ، إذاعات تفتح للناس للكلام وقد دعوت الى ذلك منذ اكثر من سنة. هل تشعر بالإقصاء؟ - بالتأكيد تغييب المثقف يكرّس التصلب والظلامية ، المثقف مقصيّ عمدا. لقد شعروا ان المثقف حرّ أنا لا أومن بأنه لا وجود لخطاب متحزب يردّده المثقفون ، المثقف يختار المبادئ ولا يصطف مع الاشخاص. بم يشعر رؤوف بن يغلان المثقف والمبدع؟ -» رانا ملدوغين» - النخبة السياسية تنكرت للشعب الذي حرّرها ، الشعب مجروح ، شعبنا يعاني ونحن في حاجة الى مثقف في الإعلام يقدم الحقيقة للناس بعيدا عن التحالفات السياسية الضيقة. هل سيتواصل العنف؟ - مادام هناك من يريد قمع الحرية ويرفض الديموقراطية فالعنف سيمتدّ لانه دليل على عجز وعدم شعور بالمسؤولية. اذن انت متشائم حين تستشرف الواقع؟ - لا بالعكس انا متفائل لانني احسّ ان الرغبة في الحرّية قد زرعت في الدم ، أجسادنا تعوّدت على ان تكون حرّة رغم المغالطات.