كان من المفترض ان يتم الاعلان عن التقرير النهائي للجنة التحقيق المشتركة حول أحداث 4 ديسمبر ببطحاء محمد علي موفّى شهر جانفي الماضي لكن وبعد الاحداث التى شهدتها الساحة السياسية من تطورات بعد اغتيال شكري بلعيد تم تمديد في المدة الزمنية المخصصة لانهاء اشغال عمل اللجنة المشتركة. هذا التأخير في الاعلان عن التقرير اثار العديد من التساؤلات خاصة في ظل الاخبار المتداولةحول الاختلاف والتباين في المواقف بين الطرف الحكومي والنقابي مما يؤكد امكانية تأجيل الاعلان عن التقرير النهائي الى وقت لاحق. يذكر ان اشغال اللجنة المشتركة بين الطرفين قد انطلقت في أشغالها منذ بداية شهر جانفي على أن تنتهي من اعمالها في غضون شهر كما نصّ عليه الاتفاق بين الطرفين ويتم بعد ذلك عرض التقرير النهائي للجنة المشتركة على رئيس الحكومة. ولمتابعة اخر الاخبار واستفسار اسباب تأجيل الاعلان عن التقرير النهائي لأشغال اللجنة المشتركة، أكد قاسم عفية الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح ل"الصباح" ان التقرير النهائي للجنة المشتركة "لن يتم الاعلان عنه نظرا للتباين الحاصل في المواقف باعتبار ان الاتحاد يعتبر أن المسؤولية المباشرة توجه لرابطات الثورة في الاعتداءات واعمال العنف التى طالت مقر المنظمة الشغيلة ومناضليها سواء عبر ما تم نشره وتداوله في صفحات "الفايسبوك" او حتى عبر اللافتات المرفوعة خلال اعمال العنف ". وأكد ان عملية الاعتداء على مقر الاتحاد لم تكن بصفة عفوية او صدفة بل سبقها تحضير واعداد للهجوم والاعتداء على النقابيين ومقر الاتحاد العام التونسي للشغل". واشار قاسم عفية ان "هناك أدلة قاطعة على تورط بعض الاشخاص الذين لهم مسؤولية حزبية وبعلاقة وطيدة بحزب سياسي معروف وكانوا ضمن المعتدين على مقر الاتحاد." واعتبر ان الحكومة "لم تتعامل مع هذه الحقائق بصفة جدية وتتهرب منها." كما اكد أن اللجنة انهت أعمالها وحصل اختلاف وتباين في المواقف وكان من المنتظر ان تنعقد جلسة ختامية مثلما نص عليها الاتفاق المبرم بين الطرف النقابي والطرف الحكومي للاتفاق على تقرير مشترك ورفعه لرئيس الحكومة. واضاف ان الاحداث الاخيرة التى شهدتها البلاد وخاصة عملية اغتيال شكري بلعيد أجّلت عقد جلسة بين الطرفين وعطلت اشغال اللجنة في اكثر من مناسبة. وفي نفس السياق ذكر عفية ان أشغال اللجنة انتهت والاتحاد العام التونسي للشغل بصدد تحضير تقرير خاص به حول اعمال اللجنة المشتركة والكشف عن ملابسات الاعتداءات والحقائق وسيتم اعلام الرأي العام التونسي والقواعد النقابية في مختلف القطاعات. وبخصوص توقيت الاعلان عن تقرير اتحاد الشغل اوضح قاسم عفية ان التقرير الخاص بالاتحاد فيما يتعلق بإحداث بطحاء محمد علي سيكون جاهزا على أقصى تقدير مع نهاية الاسبوع الحالي.