مازال مشهد السيدة "ميشال أوباما" زوجة الرئيس الأمريكي"باراك أوباما"التي كانت في أحلى زينة وهي تفتح المغلف الذي يحمل اسم الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم في الدورة الأخيرة لجوائز الأوسكار بلوس أنجلس يسيطر على صفحات التواصل الإجتماعي على الإنترنيت ومازال يثير التعليقات المختلفة بالصحافة الدولية المتخصصة. وكانت زوجة الرئيس الأمريكي أعلنت بنفسها عن اسم الفيلم سعيد الحظ من صالون بالبيت الأبيض بعد أن تمّ الربط مباشرة بين البيت الأبيض ومكان الحفل رقم 85 لجوائز الأوسكار. الجائزة آلت إلى"آرغو" ل"بان أفليك" الذي تدور أحداثه في الثمانينات حول عملية أمريكية بإيران. وقد تندر الكثيرون بالعلاقة الحميميّة بين السياسة وهوليود عاصمة السينما العالمية وقالوا أن اعتبارات سياسية كانت وراء فوز فيلم "آرغو"( نتوقع أن نشاهده قريبا في قاعاتنا السينمائية بتونس) بالجائزة الكبرى كما أن تولي زوجة الرئيس الأمريكي الإعلان عن اسم الفائز لا يمكن أن لا يحمل أبعادا سياسية خاصة إذا ما علمنا أن ظهور عائلات السياسيين تعتبر جزء من السياسة في أمريكا ويعوّل كثيرا على ظهور العائلات الإعلامي للتأثير في الناخب الأمريكي ولا يتردد الساسة في أمريكا في توظيف حياتهم العائلية من أجل كسب ود الناخبين ودعمهم لهم. وفي الحقيقة ومهما كانت نوعيّة التعليقات وسواء كانت جديّة أم هي فكهة وحتى ساخرة حول ظهور ميشال أوباما التي غطى ظهورها على نجمات السهرة وعلى شهيرات الفن السابع بأمريكا في حفل الأوسكار فإنه ما لا يمكن التشكيك فيه هو ذلك الدور الحاسم الذي قامت به هوليود من أجل ترويج الصورة الأمريكية ومن أجل فرض اللون الأمريكي في مختلف أنحاء العالم. من ينكر دور الأفلام الأمريكية في الترويج لنمط العيش الأمريكي. من ينكر دورها في نشر الثقافة الأمريكية بمفهومها الواسع وخاصة ما يتعلق بالسلوك والأكل واللباس إلخ... لقد نجحت السينما الأمريكية في اختزال الزمن والمسافات وما عجزت عنه الحكومات نجحت فيه الأفلام الأمريكية بيسر شديد. فقد روجت للقيم الأمريكية وصورت الأمريكيين في صورة ايجابية مؤثرة. فهم دائما الطيبون وغيرهم الاشرار وهم دائما الناجحون وغيرهم من الفاشلين. وهم دائما أقوياء وجسورين وغيرهم ضعفاء وجبناء إلخ... هوليود خدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل مذهل وهي بالإضافة إلى خدمتها للصورة الأمريكية ولنمط العيش الأمريكي الذي تبناه الملايين من البشر من الزوايا الأربع للمعمورة وغزوها لمختلف الثقافات والحضارات حققت مرابيح كبيرة استفاد منها الإقتصاد الأمريكي. لهذه الأسباب ولغيرها لا يمكن الإستهانة بالعلاقة بين البيت الأبيض حيث المطبخ السياسي للولايات المتحدةالأمريكية وبين هوليود حيث تطبخ الوجبات الثقافية. في خضم ذلك لا بد من التنويه بأنها وحدها البلدان الذكية التي فهمت قوة الثقافة وقوة الإستثمار في الثقافة ولنا بطبيعة الحال في هوليود وفي الصناعات السينمائية بالولاياتالمتحدة المثال الواضح على ذلك. من يستطيع مقاومة الغزو الثقافي الأمريكي اليوم حتى وإن بدأت بعض الأصوات تنبه من خطورة تواصل هيمنة الثقافة الواحدة والوصفات الثقافية الجاهزة. في الاثناء كانت الولاياتالمتحدة قد كسبت الوقت وكسبت المساحات وغزت الناس في بلدانها بأفلامها ثم في بيوتها بمسلسلاتها التلفزيونية. نفهم إذن الودّ بين"ميشال أوباما" زوجة الرئيس الأمريكي وبين هوليود عاصمة السينما الأمريكية. بقي السؤال من يخدم من؟