كان الحوار مع الشباب والاستماع إلى مشاغله والتعرف على مطالبه ونظرته الى المستقبل محور جانب مهم من الخطاب الذي ألقاه الرئيس زين العابدين بن علي أمس بمناسبة احتفالات تونس بعيدي الاستقلال والشباب. رئيس الدولة أعطى إشارة بدء الحوار الشامل مع الشباب تحت شعار "تونس اولا" وبالشروع في تنظيم منتديات محلية وجهوية تشارك
فيها كل فئات الشباب التونسي وقطاعاته في الداخل والخارج لتختتم بمنتدى وطني خلال شهر سبتمبر القادم. واشار الى ان نتائج هذا الحوار ستكون مرجعا لاعداد استراتيجية وطنية للشباب بالنسبة للمرحلة القادمة. كما أذن رئيس الدولة بانطلاق فعاليات الاستشارة الوطنية حول التشغيل على المستويين المحلي والجهوي ليتم الاستئناس بنتائجها في الاستشارات الاقليمية التي ستنظم في ما بعد تمهيدا للندوة الوطنية حول التشغيل. كما أعلن رئيس الدولة عن انطلاق الاستشارة الوطنية حول الوظيفة العمومية ودعا الى توسيع مجالاتها حتى تشارك فيها مختلف الاطراف المعنية مع الاستئناس بتجارب البلدان الاكثر تقدما في هذا المجال. فتح حوار حول هذه الملفات ذات الابعاد الاستراتيجية مهم جدا.. وهو يعكس أولا وجود قناعة لدى كبار القائمين على المؤسسات الرسمية للبلاد بالحاجة إلى إعادة النظر في بعض الخيارات والقرارات في عدة مجالات بعد أن برزت عدة ظواهر غير مرغوب فيها من بينها السلوكيات المتطرفة في صفوف الشباب والبطالة بين نسبة من المخفقين في الدراسة وحاملي الشهائد العليا.. إلى جانب تراكم بعض النقائص التي حدت من نجاعة بعض مؤسسات الوظيفة العمومية ونسبة من العاملين فيها. الارادة السياسية التي عبر عنها خطاب رئيس الدولة تؤكد حرص الحكومة على التفاعل مع مختلف وجهات نظرالشباب وتطلعاته ومقترحاته الرامية لفتح آفاقه وبناء تونس متقدمة.. آمنة مستقرة.. متفتحة على المستقبل وعلى الآخر.. معتزة بهويتها وخصوصياتها الثقافية والاجتماعية. إن أكثر من نصف المجتمع التونسي شبان وأطفال يتطلعون إلى العيش في ظروف أفضل من تلك التي عاش فيها آباؤهم وامهاتهم وأجدادهم.. مع ضمان الحق في الشغل وتكريس مختلف حقوق الانسان التي ضمنتها المواثيق الاممية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية الدولية.. شريطة الايفاء بالواجب واحترام القوانين والثوابت الوطنية.. وعلى رأسها مبدأ الولاء لتونس.. وتكريس شعار تونس أولا. لقد أمر رئيس الدولة بأن تفتح أبواب الحوار على مصراعيها.. دون خطوط حمراء غير الولاء لتونس واحترام القانون.. وطالب وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية بأن تساهم في الحوار.. حتى تفتح آفاقا جديدة للشباب.. وتساهم في معالجة معضلات ملف التشغيل وما يرتبط به من ملفات ومنها انتشار سلوكيات متطرفة يمينا وشمالا.. شرقا غربا.. قد تتطور إلى ممارسات خطيرة مثل العنف والارهاب والجريمة المنظمة.. فعسى أن تتفاعل جهود كل القوى الحية في البلاد مع جهود الهيئات الوطنية المشرفة على الاستشارات الوطنية الخاصة بالشباب والتشغيل والوظيفة العمومية.. حتى يكون مستقبل تونس أفضل وأرقى.