بطل "يوميات علولو" هو الفنان عبد الحميد قياس صاحب عدة شخصيات شهيرة في الدراما التونسية (الشيخ تحيفة في الخطاب عالباب مثلا(. عن هذا العمل حدثنا الممثل القدير قائلا:" اعتبر سلسلة "يوميات علولو" إطلالة خفيفة في التلفزيون.. وقد وافقت على تجسيد هذا الدور لأنه لا يحمل في طياته الكثير من الانفعالات والمجهود الدرامي فأنا أعيش هذه الايام فترة نقاهة وهذا العمل يناسبني كما أنه يبحث عن البسمة وكيف يجعلها تلون مجددا ملامح التونسيين بعد ان افتقدناها كثيرا هذه الفترة. وأضاف عبد الحميد قياس بأن التلفزيون اليوم لم يعد محور اهتمام التونسيين في رمضان فقد تغيرت التقاليد في هذا الشهر الكريم وأصبحت المهرجانات وسهرات المقاهي والانترنيت تأخذ مساحة كبيرة من اهتمام هذه الجماهير فلم يعد الجمهور التونسي واحدا لذلك أفضل الاطلالة الخفيفة والكوميدية في رمضان. وعن تعدد التلفزيونات في تونس بين عبد الحميد قياس أن حضورها وتنافسها خطوة ايجابية لصالح الاعلام وهي توفر مواطن شغل للفنانين لكنها ليست جميعها موطن فرجة ومن الضروري أن تصبح الدراما انتاجا سنويا لا فصلي أو مناسباتي حتى نخلق حركية ثقافية وفنية ولا يصاب المشاهد بتخمة في رمضان. محدثنا عبّر عن حزنه على حال البلاد والفوضى، التي تعم عديد الميادين وفي مقدمتها الثقافة مشيرا إلى حيرته وصعوبة إيجاد عمل فني يعبّر عن الراهن خصوصا مع تهميش السلط العمومية المختصة للثقافة وغياب المشروع الثقافي الهام في هذه الفترة قائلا:"الفن اخر هم الساسة اليوم رغم أنه في مرحلة مخاض جديد وفي حاجة لعناية أكبر حتى لا يخرج المشروع الثقافي بعد الثورة مشوها." وبالنسبة للمسرح الوطني الذي يعد عبد الحميد قياس من بين الرواد فقد حمل بطل "يوميات علولو" هذه المؤسسة الثقافية الوطنية مسؤولية هامة للمساهمة في تطوير قطاع المسرح بالبلاد وهي في المسار الصحيح لكنها في الحاجة للكثير من العمل والجهد. وكشف صاحب شخصية الشيخ تحيفة (في الخطاب عالباب) عن اعجابه ببعض الفنون المنتشرة بعد الثورة على غرار الغرافيتي لكنه انتقد من ناحية اخرى مستوى الانتاجات السينمائية الاخيرة ووصفها بالانطباعية قائلا:"إن الابداع حين يصبح آني يفقد قيمته ومن الضروري أن يأخذ الفنان مسافة من الحدث حتى يمكنه طرحه في مستوى يرتقي بالذائقة الفنية." وعن جديده المسرحي أفادنا عبد الحميد قياس أنه بصدد الاعداد لعمل من نوع المونودراما يعكف على كتابته هذه الأيام عز الدين المدني منوها بأعمال هذا الأخير ومنها مونودراما "التربيع والتدوير" التي سبق وأن كتبها للفنان الراحل نور الدين عزيزة وهي من أفضل ما قدم في مجال الموندراما على المسرح التونسي.