الإهتمام بالثقافة ينبغي أن لا يكون حبيس أسوار النخبة - زارت الأستاذة بسمة الحسيني مديرة المورد الثقافي نهاية الأسبوع المنقضي تونس وهي زيارة خاصة للهياكل الثقافية المستقلة، التي تدعمها مؤسسة المورد في بلادنا وذلك ضمن برنامج "عبارة" الهادف لدعم المؤسسات المستقلة في العالم العربي وهذه الفضاءات هي "مسارات "و"فيلموتيك المنار أرت" و" دريم سيتي" والجمعية التونسية للحركة من أجل السينما ومركز بشيرة للفن المعاصر. وفي لقائها ب"الصباح" تحدثت بسمة الحسيني عن المؤسسة التي تديرها قائلة:" المورد الثقافي هي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية أسست منذ سنة 2004 من قبل عدد من المثقفين العرب مقرها الرئيسي ببلجيكا وتعمل في المنطقة العربية من خلال مكتبها بالقاهرة وتهدف لدعم الفنانين والأدباء المستقلين الأقل من خمس وثلاثين سنة كما تساهم بمنح داعمة للمؤسسات الثقافية الناشئة". وأضافت محدثتنا أن هناك مجموعات وطنية تعمل بالمغرب والجزائر وهي أكثر نشاطا مقارنة بمجموعات أخرى في سوريا ولبنان وفلسطين مشيرة إلى أن مجموعة وطنية بصدد الإنشاء في تونس وهي ضرورية في هذه المرحلة الهامة، التي تمر بها تونس لضمان عدم تهميش الأصوات الثقافية المستقلة وتنظيم القطاع الثقافي ولا تقع الهيمنة عليه ليحافظ على تنوعه ويتمتع الفاعلين فيه بحرية الإبداع كما يجب في هذه المرحلة من التحول الديمقراطي الاهتمام بالثقافة خارج النطاق النخبوي وذلك بالمناطق النائية والمهمشة. وعن الفضاءات التونسية، التي زارتها ومستوى العروض المحلية المقدمة من فنانينا لمؤسسة المورد الثقافي، أكدت بسمة الحسيني تميز المقترحات التونسية وتنوعها معبّرة عن فخرها بمساهمة المؤسسة التي تديرها في دعم مؤلف موسيقي تونسي مثل جاسر الحاج يوسف كما أشارت إلى مواهب فنية أخرى كانت حاضرة ضمن برامج المورد على غرار أنور براهم وظافر يوسف وآمال المثلوثي وبديعة بوحرزي ورفيق العمراني وآخر هذه المواعيد كانت مع المطربة التونسية المقيمة في بروكسال غالية بن علي، التي افتتحت في الحادي عشر من أفريل الموسم الصيفي لمسرح الجنينة بالقاهرة. وعن الاتهامات، التي تطال عديد المؤسسات الثقافية المستقلة فيما يتعلق بتمويلاتها الأجنبية، بينت الأستاذة بسمة الحسيني أن المورد الثقافي لم يعد يتعرض لمثل هذه الأقاويل بعد أكثر من تسع سنوات من العمل في الحقل الثقافي خاصة وأنه يسعى دوما للحفاظ على شفافية تمويلاته باعتباره من يقترح المشاريع ثم يبحث لها عن ممّولين لا العكس وأفادتنا مديرة المورد الثقافي أن لكل مشروع ثلاث مصادر تمويل مختلفة حتى تحافظ المؤسسة على تنوعها وحرية اختيارها ومن بين الممّولين لبرامجها المركز الثقافي البريطاني ومؤسسة فورد الأمريكية ومعهد جوته ومؤسسة الفنار والاتحاد الأوروبي ومؤسسة "دون" الهولندية. وأشارت بسمة الحسيني أن المورد يرفض التمويلات، التي تخالفه فكريا وسياسيا وأبرز هذه العروض المقدمة من الولاياتالمتحدة وسفارتها في مصر وبررت محدثتنا هذا الخيار بأن من يمّول الأجهزة القمعية في بلادنا لا يمكنه تمويل مشاريع ثقافية وفكرية لمعارضي القمع ومن الغريب أن يكون ممّولا للجلاد والضحية في الآن نفسه مستدركة قولها بأن مؤسسة المورد الثقافي تقبل تمويل من مؤسسات أمريكية خاصة ومن حكومات تتميز بحيادها الدولي على غرار الحكومة النرويجية. وكشفت مديرة المورد الثقافي أن تهم الأجندات الأجنبية هي صناعة حكومية تسعى من خلالها لإضعاف المجتمع المدني فأغلب القطاعات الحيوية الحكومية كالأمن والجيش والصحة والتعليم هي ممّولة من الخارج فكيف لحكومة تحلل المساعدات الخارجية لأهم مؤسساتها تحرمها على المجتمع المدني. وعن شروط الممّولين لضخ أموالهم في القطاع الثقافي المستقل بالمنطقة العربية أفادتنا بسمة الحسيني أن مصادرهم الداعمة ماليا تهتم بالشفافية المالية لمؤسسة المورد ومن حقها الاطلاع على حساباتها البنكية. وانتقدت محدثتنا السياسات الثقافية الحكومية في المنطقة العربية ووصفتها بغير الواضحة كما اعتبرت صعود الاسلامين للحكم يتطلب من النخبة المثقفة أن تكون حذرة وأن تكون مستعدة للتصدي لأية محاولات للتدخل في المسار الثقافي إيمانا منها بأن نية موجودة من منطلق أن الاسلاميين محافظون تجاه الفن والثقافة ولن يتبنوا فكريا مبدأ الحرية الكاملة ومع ذلك أكدت بسمة الحسيني أنه إلى اليوم لم يحدث أن تدخلوا في مشاريع مؤسسة المورد الثقافي واصفة أيام حسني مبارك بالأسوأ على مستوى تعامل نظامه مع مشاريع وبرامج المورد الهادفة لدعم الأصوات الفنية المستقلة الشابة في العالم العربي. تجدر الإشارة إلى أن الأستاذة بسمة الحسيني مديرة مؤسسة المورد الثقافي وعضو إئتلاف الثقافة المستقلة هي خبيرة في التصرف الاداري والثقافي وعملت في عدد من المؤسسات الدولية في هذا المجال قبل أن تتسلم إدارة المورد الذي يحتفي بعشريته في أفريل2014.