أفيدوني يا احفادي اسكندر وسليمة ومحمد يونس ومريم واحفاد بني وطني وعقيدتي بفضل العقل، فذكر اسكندر وكريم وحسان: أفادنا أهل الذكر ان العقل قوة لطيفة دراكة، أودعها الرؤوف الرحمان في المرء، بها يفرق بين الحق والباطل وبها يميز الخطأ من الصواب، و العقل يميل بصاحبه الى الحسنات ودرء السيئات ويعرض به عن رذائل الاعمال ويرغّبه في ابتداء صنائع المعروف ويبعده عما يكسبه عارا ويورثه شنارا. ثم اضافت سليمة وأسماء ومروى «وقد قيل لبعض الحكماء: بم يعرف عقل المرء؟ فقال بقلة سقطه في كلامه وكثرة اصابته، فقيل: فإن كان غائبا؟ فقال: بأحد شيئين اما برسوله واما برسالته، فأما رسوله فهو قائم مقام نفسه واما رسالته فتصف نطق لسانه وبها يعرف قدر عقله»، فاستشهد محمد يونس ويوسف واحمد ومحمد عزيز وإلياس بقول الشاعر: «إذا أكمل الرحمان للمرء عقله فقد كملت أخلاقه ومآربه» ثم قدموا هذه الحكمة « العقل السليم في الجسم السليم» وقيل «أفضل الناس أعقل الناس» وفي القرآن الكريم «إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون» (يوسف 2) ثم تدخلت مريم وسارة وايناس وهاجر فذكرن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «دين المرء عقله ومن لا عقل له لا دين له» (روي عن جابر) وحديثه أيضا «لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق» (روي عن ابي ذر) فأضفن هذا الحديث النبوي «قليل التوفيق خير من كثير العقل، و العقل في أمر الدنيا مضرة و العقل في أمر الدين مسرة» (روي عن أبي الدرداء) ثم اضاف الفريق الاول حديثا نبويا «رأس العقل بعد الايمان بالله التودد الى الناس وما يستغني رجل عن مشورة، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وان أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة» (روي عن سعيد ابن المسيب) وكذلك «رأس العقل بعد الدين التودد الى الناس واصطناع الخير الى كل بر وفاجر» (روي عن علي) فأضاف الفريق الثاني قول الغزالي «فالتسرع عقل من خارج والعقل شرع من داخل وهما متعاضدان بل متحدان» مضيفا «فالعقل كالأس والشرع كالبناء» وأضاف الفريق الثالث «عليك بالعلم فان العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنوده» (روي عن ابن عباس) وأضاف الفريق الرابع اننا في حاجة الى توسيع الدائرة المعرفية وانتشال العقل من أزمته والزيادة في قدرته لانتاج المزيد من المعارف والتحرر من القيود المجمدة له، فقلت نعم هذا هو الذي يحتاجه عصر العلم الذي نعيش ثمرته المستحدثة والمستجدة، وشكرا.