على قتامة حصيلة الإحصائيات التي قدمت أمس حول هزال حجم الاستثمارات العربية الموظفة في القطاع الفلاحي في تونس والتي لا تتجاوزنسبتها 9بالمائة من جملة الإستثمارات الأجنبية المستقطبة والتي تراوح حدودا دنيا بدورها ب0,4 بالمائة.. لاح بصيص أمل في تجاوز موطن القصور وتحريك دفة الاستثمار من قبل الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي التي تستعد لعقد مؤتمرها الثاني ببلدنا موفى الشهر القادم وذلك عبر تنويع آليات تدخلاتها واستهداف العمق الزراعي الذي تشكله الفئات الزراعية الهشة من خلال تصويب تعاونها نحو صغار المزارعين واستحداث صناديق تمويل موجهة للقوى الفلاحية الشابة.. هذا التوجه كان تعرض لبعض تفاصيله الناطق الرسمية باسم الهيئة زيد عبد الله طيارة في لقاء صحفي انتظم أمس تمهيدا للمؤتمر العربي الثاني للاستمار الغذائي والزراعي، وذلك تعقيبا على سؤال "الصباح" حول مآل الوعود وما أكثرها التي قدمت والتي يترقب الفاعلون في القطاع الفلاحي أن تترجم على أرض الواقع و لا تكون حكرا على المشاريع الضخمة النموذجية في مجالات استثمارية تقليدية.مع الدعوة إلى دعم مصادر الاستثماروحجمها لأن المسجل الآن محتشم للغاية. وفي تعليقه شدد المتحدث على أنّ الهيئة العربية لا يمكن أن تكون المسؤولة الوحيدة على وضع التعاون البيني الراهن رغم تحفزها لتدارك وتطوير مجالات التعامل .وأورد في هذا الصدد بأن الهيئة تعد واحدة من بين خمس مؤسسات تمويل عربية في المجال ما يجعل المسؤولية مشتركة والجهد متكامل بين هياكل التمويل والحكومات لتكريس النماءالزراعي. وتذليل المعوقات القائمة. ويرى الناطق الرسمي في احتضان تونس للمقر الإقليمي للهيئة العربية فرصة لمزيد التموقع. مشيرا إلى أن اشعاع الهيئة من خلال تواجدها بتونس سيفتح المجال أمام تجسيم نواة أولية للمشروع الأم التي كانت دعت إليه ببعث سوق مشتركة عربية للتبادل الحر للمنتجات الزراعية،وذلك عبرالعمل على ان يساعد هذا التواجد على الشروع باحداث سوق إقليمية مشتركة تجمع بلدان شمال إفريقيا. وإذا ما علمنا ان حجم الواردات من المواد الغذائية على المستوى العربي يناهز34 مليار دولار أمكريكي سويا نفهم جيدا مدى الحاجة لهذه السوق . من جانبه أفاد لطفي غديرة مدير عام وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية رداعلى سؤال للصباح حول حزمة المشاريع التي تعتزم الوكالة طرحها على أنظار الهيئة لتستفيد من برامجها التمويلية بمناسبة انعقاد المؤتمر حتى يكون سوقا لشراكة حقيقية وعملية؟ أفاد بأن الهدف المنشود بلوغه هوأن يخرج المؤتمر الثاني بتوصية تهم بعث صندوق لتمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة.إلى جانب تمكين عديد الباعثين التونسيين من تنظيم لقاءات شراكة مع الجهات الممولة التي ستحضر فعاليات المؤتمر العربي بعد انتقاء المشاريع القابلة للإنجاز. وأعلن ان الوكالة بصدد بلورة قائمة في هذه المشاريع. وتوقع أن يساهم تواجد مكتب للهيئة العربية على أرض تونس في انفتاح أفضل على التعاون المشترك الثنائي والإقليمي. وفي تدخله نبّه أحمد جارالله رئيس إتحاد الفلاحين وبوصفه الأمين العام لاتحاد المزارعين العرب إلى الوضع الهزيل للتعاون العربي في المجال الفلاحي مؤكدا على ضرورة توجيه الاستثمار نحو صغار الفلاحين ومعربا عن أمله في إقامة تعاون أكبر مع الهيئة يفضي إلى مشاريع أوسع على الصعيد العربي عموما ومع تونس بوجه خاص. أما ممثل النقابة التونسية للفلاحين عبد العزيز بوحجبة فقد تطرق إلى معركة الغذاء التي قال إنها ستكون حاسمة في ضمان أمن المنطقة مستقبلا في ضوء التصاعد المهول لأسعار المواد الأولية في العالم. وفي تناوله لمستقبل التعاون مع الهيئة العربية آمل أن يكون متجها نحو صغار الفلاحين باعتبارهم الأكثر حاجة لانتشالهم من وضع التفقير المسلط عليهم.وتطلع إلى أن يتجسم هذا الهدف على اجندا عمل الهيئة في أقرب الأوقات. هذا ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر العربي للاستثمار الزراعي في دورته الثانية في الفترة من28إلى30ماي بمدينة الحمامات تحت شعار"الاستثمار الزراعي ،،تحفيز الإبداع،،واستقطاب الشباب". وستركز أبرز الرسائل التي ستنبثق عن المؤتمر على تقوية الشراكة مع القطاع الخاص ودعم آليات التعامل مع الطاقات الشابة وتكريس ثقافة الاستثمار الزراعي وكسر القيدود التي لا تزال تكبلها.