انتظرت كل شيء، الا ان يقال لي أن القيروان التي تعتبر بلا منازع منبعا لا ينضب لإنجاب المواهب وقلعة من القلاع التي نفتخر بها في العمل القاعدي ومضرب الأمثال في رعاية البراعم المتفتحة، توصد أبوابها في وجه منتخبات الشبان. وحتى لا أظلم القيروان وأهلها المنزّهين من الحادثة التي سأرويها لكم، دعوني أحصر المسألة في مصدرها وتحديدا بلدية القيروان، التي تلقت (شأنها شأن ولاية القيروان) مطلبا كتابيا من الجامعة التونسية لكرة القدم يتضمّن الرغبة في اقامة تربص للمنتخب الوطني للأداني خلال الاسبوع الماضي. غير أن بلدية القيروان ورغم أن المطلب وصلها قبل 15 يوما من موعد التربص أجابت بالرفض!؟ لكن وأمام التحركات التي قامت بها هيئة الشبيبة اضافة الى تدخل شخصي من المدرب خميس العبيدي تم الاقتصار على فتح الملعب الفرعي في وجه المنتخب الوطني للأداني لتمكينه من اجراء مباراة اعدادية ضد فريق الشبيبة للأصاغر، دون الاكتراث حتى بفتح حجرات الملابس، مما جعل اللاعبين يلبسون ازياءهم في الحافلة (!!؟؟) ثم يضطرون للبقاء بلا ادواش الى غاية العودة الى النزل، اذ عندها فقط تسنى لهم الاغتسال وتغيير الملابس (!!؟؟). ألم أقل لكم في البداية أنني انتظرت كل شيء الا أن يحدث هذا في القيروان... رغم أن الملعب الرئيسي وبشهادة الادارة الفنية للجامعة ومرافقي فريق الأصاغر لشبيبة القيروان كان جاهزا لاحتضان المباراة ورغم أن حجرات الملابس لم يكن بها أي خلل او عطب أو مانع يحول دون فتحها ل«ضيوف» عفوا لأبناء منتخب «الوطن»!!؟؟. نفس هذا المنتخب وخلال تربصاته الانتقائية السابقة كان محل حفاوة وتبجيل في الكاف وصفاقس والشابة. كما أن بقية منتخبات الشبان استقبلت بالترحاب والتشجيع أينما حلت، من ذلك أن مدينة جمال منحت مركّبها بأكمله الى منتخب الأصاغر. واذ ننسى فلا ننسى أن المنتخب الوطني للأصاغر الذي شرفنا في كأس العالم بكوريا الجنوبية قد كسب ترشحه في بني خلاد وليس في العاصمة. لأجل كل هذا لم أجد أي مبرر لهذا الذي فعلته بلدية القيروان مع المنتخب الوطني للأداني الذي بدل أن يلقى الترحاب والقبول الحسن وكل التسهيلات الهادفة لتوفير ممهدات النجاح لتربصه، وجد أمامه الصد والعزوف، حتى أنني كِدت لا أصدق الحكاية لو لا أن نفس الرواية تكرّرت على مسامعي وبنفس المعطيات والحقائق من طرف مصادر مختلفة جديرة بالثقة والاحترام، لا من مصدر واحد. ومما زاد في حيرتي أن ما صدر عن بلدية القيروان، يتنافى مع ما نعرفه جميعا عن أهالي القيروان الأفاضل من سخاء وكرم الضيافة وطيبة المعشر وتلقائية الترحاب حتى بعابري السبيل. أليس كذلك؟