قمرت الصباح: أختتمت أمس أشغال منتدى "المرأة العربية والفضاء الاتصالي المعولم" الذي تواصل على امتداد يومين ألقى خلالها جملة من المحاضرين ورقات تناولت مواضيع مختلفة متصلة بواقع علاقة المرأة العربية بالتطور التكنولوجي والاتصالي اليوم. كما تناول النقاش جملة من المسائل من بينها العوائق الكثيرة التى تواجه المرأة العربية في التعامل مع الوسائل الاتصالية الحديثة. من بين الصعوبات والعوائق التي أشار إليها المحاضرون والمتدخلون نجد مشكل الصورة النمطية للمرأة في وسائل الاعلام العربية وأحيانا الصورة المخالفة للواقع التي تنشر عبر الفضائيات ووسائل الاتصال المختلفة ولا تعكس الواقع الحقيقي للمرأة فلا تتحدث هذه الوسائط الاعلامية عن نجاحات المرأة العربية والاشواط التي قطعتها في بعض المجالات كما تعمد أحينا هذه الوسائط إلى تناول الجوانب السلبية فقط في واقع المرأة العربية وحصرها في مفاهيم وصور ضيقة وتقليدية.واستدل البعض في هذا السياق على صورة المرأة انطلاقا من وسائل الاعلام العربية حيث تنحصر أغلب البرامج الموجهة للمرأة وتواجد المرأة في حد ذاتها في هذا الفضاء، على برامج فنية راقصة وتافهة أحيانا كبرامج الطبخ والتجميل...وبرامج تستغل الصورة الجمالية للمرأة فقط تصل أحيانا إلى الاباحية. مشكل محتوى هذا التناول السلبي والضيق للمرأة العربية في مختلف الاوساط الاعلامية يطرح مشكل محتوى بدرجة أولى والذي يطرح كذلك في مستوى التعامل مع شبكة الانترنات حيث تجد المرأة عوائق كثيرة في التعامل مع هذه الوسيلة الاتصالية والمعرفية المهمة والضرورية اليوم في حياة الفرد ومن هذه العوائق توفر أغلب المحتوى على شبكة الانترنات باللغة الانقليزية إضافة إلى قلة الامكانيات المادية... إلى جانب مشاكل أخرى تتصل بمدى قدرة المرأة على التعامل مع الوسائل الحديثة وتوظيفها للنهوض بأوضاعها. وتساءل البعض في هذا السياق على مدى مساعدة الفضاء الاتصالي اليوم على دفع مسار تحرر المرأة العربية وإبرازها ككائن متساو في الحقوق والواجبات مع الرجل؟ وهل استغلت المرأة الفرص الواعدة التي تتيحها تقنيات الاتصال في دعم حضور المرأة كفاعل في الحياة الاقتصادية والعامة؟ ومدى توظيف وسائل الاتصال الحديثة في تصويب وتعديل صورة المرأة العربية المسلمة لدى الغرب لا سيما فيما يتصل بموضوع ارتباط صورة الاسلام لدى الغرب بالارهاب؟ توصيات ومقترحات وتمخضت عن أشغال المنتدى جملة من التوصيات والاقتراحات حاولت الاستجابة إلى تطلعات وأسئلة المشاركين في المنتدى.حيث تضمنت التوصيات في درجة أولى الدعوة إلى وضع برنامج عمل تنفيذي كفيل بتجسيم ما تضمنته الكلمة المنهجية للسيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية من مقترحات ورؤى في سياق النهوض بواقع المرأة العربية في علاقتها بوسائل الاتصال والتكنولوجيا. دعت التوصيات كذلك إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بتنمية الموارد والقدرات البشرية النسائية في المنطقة العربية بما يساعد على تمكين المرأة العربية من الاستفادة من الخدمات الجديدة التي توفرها هذه التكنولوجيات في مختلف المجالات كالصحة والتعليم والثقافة والخدمات الاقتصادية والتجارة. وأوصى المشاركون في المنتدى بضرورة توفير الامكانيات التي تساعد المرأة على ممارسة حقوقها وتنمية قدراتها المعرفية والاقتصادية والسياسية باعتبار أن ذلك يمثل المدخل الاساسي والضروري لتعزيز تموقع المرأة العربية في الفضاء الاتصالي المتطور. تمت الدعوة أيضا إلى تشجيع العنصر النسائي على توظيف تقنيات المعلومات والاتصال لاغراض التنمية وخاصة على صعيد النهوض بالمشروعات الصغرى والمتوسطة إنتاجا وترويجا وتيسير طرق التمويل للحصول على هذه التكنولوجيات واستغلالها.إلى جانب العمل على تمكين المرأة من التعامل مع التقنيات الحديثة من باب التمكين والمعرفة الكاملة لا من باب الاستعمال البسيط مع تفعيل حق المرأة في الثقافة الرقمية باتجاه ارساء ثقافة الاتصال في المجتمع العربي ومحو الامية الرقمية والاستجابة لحاجيات الاسرة بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة من جميع الشرائح والاوساط... وفيما يتعلق بالخطاب الاعلامي دعت التوصيات إلى ضرورة تبني خطاب إعلامي واتصالي يساهم في تغيير الصورة النمطية حول المرأة العربية ويبرز قدراتها الحقيقية كشريك مع الرجل.. والعمل على نشر المعلومات المتوازنة والعقلانية حول المرأة العربية في منافذ الشبكة الالكترونية إلى جانب بلورة خطة عمل عربية لمعالجة الاستعمالات السلبية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال من أنماط سلوكية بعيدة عن تقاليدنا وقيمنا وذلك لوقاية الاسرة وتحصين الناشئة والاجيال الصاعدة مما قد يهدد توازنهم ونموهم السليم... تمت الدعوة كذلك إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للمحتوى الرقمي العربي بصفة عامة والموجه للمرأة بصفة خاصة عن طريق دعم الصناعات الابداعية والمنتجين المحليين للمحتوى والتطبيقات المعلوماتية إلى جانب بلورة آلية مالية للحد من الفجوة الرقمية في المجتمعات العربية...