لايزال موضوع البحث عن المفقودين التونسيين بالتراب الايطالي يشغل عددا كبيرا من العائلات والأولياء الذين لم يفقدوا الأمل في العثور على ذويهم بالتراب الأوروبي وتشبثت مجموعة كبيرة بهذا الخيط لم يكن من فراغ تواصل تحركهم داخل أرض الوطن وخارجه وذلك من أجل معرفة مصير 850 مفقودا من التونسيين.. «الصباح الأسبوعي» بحثت في الموضوع واتصلت بعدد من أولياء المفقودين الذين منهم من تحول خصيصا الى إيطاليا لمتابعة كل التطورات ومزيد الضغط على السلط التونسية وكذلك المجتمع المدني الايطالي يأس فمحاولات انتحار محرزية الروافي والدة محمد لا تزال الى اليوم بالعاصمة الايطالية روما في محاولة منها للضغط على السفير التونسي هناك. هذه السيدة وحسب ما أدلى به زوجها سمير فإنها تعرضت لكل انواع الاهمال هناك واللامبالاة مما جعلها في لحظة يأس تقدم على الانتحار في اكثر من محاولة (4 مرات).. محرزية لاتزال الى حدّ كتابة هذه السطور تحت المراقبة الطبية ضمن نشاط لدى منظمة إنسانية. كما أن زوجها سمير الذي لا يزال بيننا وينتظر الموافقة على تسليمه التأشيرة منذ 8 أشهر. وقد أكد لنا بالقول: بعد طول انتظار فإني احمل مسؤولية ما يحدث لزوجتي لكل طرف تسبب في ذلك وكل ما اطلبه اليوم هو السماح لي بالسفر الى روما للعودة بزوجتي ابني موجود بالمعتقل فاطمة الولهازي والدة رمزي وهو شاب يبلغ من العمر 27 سنة.. لما غادر أرض الوطن رفقة 3 من ابناء الجهة من منطقة الهوارية يوم غرة مارس 2011. أكدت لنا أن ابنها قد وصل فعلا التراب الايطالي بسلام وقد عرفنا ذلك من خلال ما بثته إحدى القنوات الايطالية في برنامج خاصّ بالمهاجرين وقد ظهر خلاله ابنها وهو مقيم بمعتقل في تراباني وذلك في جويلية 2012. مضيفة بالقول "كل ما اطلبه من السلط التونسية هنا وبروما ان تتحرك بالقدر الكافي لإماطة اللثام عن لغز المفقودين حكاية غريبة حكاية منيرة مع رحلة البحث عن ابنها أمين حكاية غريبة فهذه السيدة تحدثت لنا عنها مباشرة بعد عودتها من التراب الايطالي.. فقد ظلت هناك على امتداد 11 شهرا رفقة أربعة نساء، وقد كان هدفهن البحث عن مصير 380 مفقودا تقول منيرة: نمنا في محطات الميترو وفي الحدائق عانينا كثيرا، فكل الشخصيات الرسمية الايطالية تمكنا من الالتقاء بهم من برلسكوني الى الرئيس الوزراء الجديد وعرضنا عليهم مشكلة المفقودين. لكن الغريب في الامر أن سفير تونسبروما في كل مرة يستنجد بالأمن الايطالي لتفريقنا حتى لا نقابله ونطرح على مسامعه طلباتنا. من جهة اخرى تؤكد محدثتنا أن ابنها أمين قد غادر أرض الوطن يوم 9 أوت 2010 اثر تتبعات بوليسية وقد اعلنت احدى الصحف الايطالية حينها عن وصول مركب به عدد من التونسيين محدثتنا ختمت حديثها بالقول: "أطلب من السلط التونسية الاسراع بفتح ملف المفقودين بكل جدية، لأنني ومن خلال لقاءاتي هناك بعدد من الوزراء الايطاليين فإنهم قد اكدوا انهم لا يقدرون على حسم هذا الملف الا اذا وصلتنا مراسلة رسمية من السلط التونسية"