رغم عراقة السوق المالية أوما يعرف بالبورصة في تونس والتي تأسست سنة 1969، إلا أن هذا القطاع مازال يشكو التذبذب وعدم الاستقرار.. وذلك لعدة أسباب لعل أبرزها الوضع الصعب الذي مرت به البلاد بعد الثورة والذي أثّر على الاستقرار السياسي والاجتماعي وخاصة عن الاقتصادي وهو ما ولّد نوعا من التخوف لدى رأس المال، لأن البورصة قطاع حسّاس يرتبط أساسا بتغيّرالأوضاع العامة في كل حين. وبعد الثورة توقّع المحللون أن تزدهرالسوق المالية في تونس، خاصة أن هناك مناخا من التململ وعدم الثقة بين رؤوس الأموال والقطاع البنكي مخافة من تقلب الوضع الاقتصادي وإمكانية دخول البلاد في أزمة مالية حادة. .وكان ينتظرأن ينزل رأس المال بكل ثقله للاستثمارفي البورصة، باعتبارها ملاذا آمنا ومجالا يوفرفرص استثمارحقيقية للجميع .. لكن لم تكن تكهنات المحللين في محلها، وتميّزالإقبال على هيئة السوق المالية بالضعف. وهنا تطرح عدة تساؤلات عن حقيقة وضعيّة البورصة التونسية.. ولماذا هذا العزوف عن التوجه نحوها؟ وماذا ينقص السوق المالية في تونس حتى تكون في مستوى تطلعات الشركات والأفراد؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على إسماعيل بن ساسي وهو شاب تونسي باعث موقع "البورصة.كوم" التونسي الذي يهتم بالأخبارالاقتصادية والمالية المتعلقة بالسوق المالية التونسية الى جانب ما يقدّمه من خدمات محينّة ومفيدة للمهتمين بشأن البورصة. حول "البورصة .كوم" يقول اسماعيل بن ساسي إن الموقع موجه لجميع الفئات حيث يتضمّن جانبا بيداغوجيا يساعد طلبة الاقتصاد و المالية في دراستهم ، إضافة إلى احتوائه على دروس أكاديميّة تفسر للطلبة الجامعيّين طريقة عمل البورصة، وتبسّط لهم المفاهيم والمصطلحات التي تبدو للوهلة الأولى صعبة ومعقدة التركيب. وبالتوازي يوفرموقع "البورصة .كوم" كل الخدمات والمعلومات الدقيقة التي يحتاجها رجال الأعمال والمستثمرون المهتموين بالسوق المالية. وما يميز هذا الموقع هومواكبته الحينيّة وتغطيته الشاملة لكل الأحداث الاقتصاديّة في تونس. غياب ثقافة البورصة وعن دوافع إنشاء هذا الموقع يؤكد بن ساسي أن غياب ثقافة البورصة لدى فئة واسعة من المهتمّين بهذا القطاع، جعله يفكرفي بعث هيكل بإمكانه تنمية ثقافة السّوق المالية وخاصة تغييرالمفهوم السائد عن البورصة وتبسيط أكثرما يمكن كيفية التعامل معها من أجل إعطاء صورة حقيقية وإيجابية عن الوضع الاقتصادي في تونس. كما أن شحّ المعلومات في الموقع الرسمي للسوق المالية وعدم مواكبته للتطورات المالية والاقتصادية في البلاد، دفعنا لإنشاء موقع يكون قادرا على الاضطلاع بهذه المهمّة على الوجه الأمثل. صعوبات بالجملة وبخصوص السوق المالية في تونس التي تشهد بعض الصعوبات أثرت بشكل مباشرعلى الوضع الاقتصادي العام، وكخبيرفي هذا المجال، وصف اسماعيل بن ساسي الوضعيّة الحالية للبورصة بأنها متلكئة وصعبة بعض الشيء ولكنها ليست بالكارثية حيث شهد حركية في الآونة الأخيرة خاصّة بعد دخول بعض الشركات الجديدة سوق المداولات بحثا عن تمويل لمشاريعها نتيجة الضغوطات الكبيرة والتضخّم المالي الذي يشهده القطاع البنكي. ويبقى العائق الأكبرالذي يقف أمام تطورعمل البورصة حسب إسماعيل بن ساسي هو عدم وجود قطاعات كبيرة مثل الطاقة والسياحة اللذين يشكلان العمود الفقري للاقتصاد التونسي.. وإدراج هذين القطاعين بالسّوق المالية كفيل بتخفيف العبء الاقتصادي عن الدولة.. وتبقى الإدراجات الحالية ضعيفة وغيركافية للنهوض بالقطاع المالي. وأشاربن ساسي إلى وجود أزمة ثقة من قبل المستثمرين الأجانب حيال الوضع الاقتصادي الراهن الذي يتميّز بعدم الاستقرار، إضافة إلى سوء التنسيق بين الوسطاء وهيئة السوق المالية ممّا أضر بالإدراجات الموجودة التي تبقى دون المأمول.. مؤكدا في نفس السياق على ضرورة اهتمام الدولة بهذا القطاع وتدعيمه وذلك عبرتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب.