بين راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ونائب الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ان تفعيل مقاصد الشريعة ياتي في اطار ترسيخ وتدعيم "الجمع بين مقاصد الاسلام وبين منجزات الحداثة كالحرية وحقوق الانسان والديمقراطية والمساواة بين الجنسين والحقوق الاجتماعية والمحافظة على البيئة.." وقال الغنوشي خلال ندوة انعقدت امس حول"تفعيل مقاصد الشريعة في المجال السياسي" عن مسألة التشدد والخطر الذي يشكله اليوم على المجتمع التونسي أن: "التشدد الذي يخترق بعض صفوف التونسيين هو ثمرة من ثمار غياب الفكر المقاصدي فالتشدد قائم على الفكر الظاهري الذي ياخذ بعض ظواهر النصوص ولا يغوص في عمقها ومقاصدها.." وقال:"التشدد مشروع تفريق وفتنة وليس مشروع توحيد.. والحوار قادر على الاحاطة بالتشدد وتحقيق الوحدة الوطنية" واضاف "ليس في الاسلام ما ينافي العقل او ما ينافي المصلحة ولا ما ينافي العدل والمساواة والحرية وانما هو الفهم السطحي فقط.." من جانبه ذكر نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية أن ندوة تفعيل مقاصد الشريعة في المجال السياسي تأتي في اطار"تقدم الراي الاسلامي المقاصدي لا الظاهري فقط.. والاسهام في اعطاء مواقف ومساحات عامة يبنى عليها الموقف السياسي.." وذكر انه تم توجيه دعاوى للجميع.. من احزاب سياسية وتيارات فكرية لارساء مشروع سياسي جديد. لا خوف من مقاصد الشريعة اوضح مفتي الجمهورية عثمان بطيخ أن"من ينظر في مقاصد الشريعة أو يقتبس من الاحكام لن يكون من الجهلة فلا خوف من مقاصد الاسلام واصول الشريعة.. وقال:"على الجميع ان يعلم انها ليست غول يخيف الناس هي رحمة للعالمين، ولن تخرج تونس من الاعتدال والوسطية والحرية التي اكتسبتها ولن تتراجع عن مكاسبها." واعتبر"ان كل ما يتعلق بالاحكام محل الجدل والخلاف على غرار اقامة الحدود وتعدد الزوجات والتبني.. هي اجتهادات مختلفة لنصوص مرنة يتم تطبيقها حسب الواقع حسب الظرف.." وراى ان التطرف ليس له اي مستقبل وآفاق في تونس رغم ان للجميع الحق في ابداء ارائهم لكن في اطار قواعد الحوار وبيّن ان احياء مؤسسة الافتاء امر ضروري اليوم من اجل تعديل الافكار وهي مؤسسة قائمة بذاته ليست ضعيفة سيكون لها دور وفاعلية في المرحلة القادمة." بدوره ذكر الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس الوطني التاسيسي أن "مقاصد الشريعة الاسلامية من شأنها ان تفتح افاق الاجتهاد وتربط الواقع بالنص.." واعتبر أن"اهداف الثورة في الاصل مقاصد الاسلام كالحرية والكرامة والمساواة.. وبقدر ما نتعمق في المقاصد بقدر ما نقدر على تنزيل النصوص في واقعنا." وبين ان"فهم المقاصد يجعل من النص الاعلى وهو الدستور قادر على مراعاة مقاصد الشريعة وهويتنا العربية الاسلامية."