في خطوة منظمة شرعت قوات الأمن الوطني التابعة لمنطقة الشرطة بباجة منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي في تنفيذ خطة إجلاء جميع المنتصبين عشوائيا بساحة 14 جانفي أمام مبنى الكنيسة والفضاءات المجاورة. وقد شمل التدخل أكثرمن 10 خيمات بما في ذلك أحد الأكشاك المبنية بالآجرعلى جدارالكنيسة؛ ويعتبرهذا التدخل بمثابة الخطوة الأولى لبرنامج شامل يهدف إلى تنظيم الفضاء بمدخل نهج خير الدين " باب الجنائز"والساحات المجاورة له خصوصا في شهر رمضان. وقد كان التدخل حاسما وفعالا تظافرت فيه كل الجهود الأمنية رغم ما لقيه الأعوان من صدّ واحتجاج من المنتصبين الذين التحقوا بسرعة بمبنى الولاية وسدّوا شارع الحبيب بورقيبة لبعض الوقت قبل أن يستقبل الوالي ستة منهم ويشعرهم بضرورة التنحّي عن هذا الفضاء بالذات باعتباره واجهة المدينة ومدخلها إضافة إلى صبغته التاريخية والأثرية وظلت قوات الأمن مرابطة بالمكان إلى ساعات متأخرة من يوم الاثنين لمنع المرتدّين من الباعة أصحاب العربات والسيارات . وللتذكيرفإن الساحة المذكورة شهدت ضربا من ضروب الفوضى على امتداد السنتين الماضيتين واكتسحتها جميع أنواع التجارة (غلال وخضر وفواكه وملابس مستعملة وكتب وحلويات ولعب) ولا أحد يردّ أحدا حتى إن الحديقة الجميلة المجاورة لها تحولت إلى مزبلة وتحول مبنى الكنيسة إلى شبه خربة... ومعلم الولي الصالح سيدي بوعرب غمرته الخيام والبضائع حتى اختفى واحتجب عن الأنظار فضلا عن اكتساح جميع أنواع السيارات لجميع مساحتها، فتطاير جليزها وتحوّلت أرضيتها إلى حفرونتوءات لا يستقيم فيها المشي لا بالليل ولا بالنهار وقد عبرعدد من المواطنين عن ارتياحهم ومساندتهم لهذا المجهود الأمني النوعي بعدما استعاد المكان أهليته وبعض بريقه لكن يظل السؤال المطروح بإلحاح هو: ماذا أعدّت السلط البلدية والجهوية والمحلية من بدائل لاستيعاب كل من يرتزق فعليا من الانتصاب؟ وهل يفلح القائمون على تنظيم السّوق في إقناعهم بالالتحاق بفضائي المزارة والسوق المركزية اللذين يحتاجان إلى تأهيل معمّق خصوصا في دورات المياه والأسقف؟ وفي انتظارإيجاد الحل البديل يخشى الناس أن يرتدّ المشهد على أعقابه مثلما حدث في السنة الماضية