انتدابات عائلية وخارج المناظرات.. وميدالية ذهبية بعشرات الملايين.. وفي انتظار انطلاق لجان تقصي الحقائق في التنسيق مباشرة مع وزارة الاشراف احال الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ستة ملفات على القضاء تتعلق بإهدار المال العام والمحاباة في الانتدابات لم تسلم الصناديق الاجتماعية من ممارسات الفساد في العهد السابق لذلك تم بعث ما يسمى بلجان تقصي الحقائق بهذه المؤسسات لكشف الملفات التي تحوم حولها شبهة الفساد، وهي اللجان التي استقبلها منذ أيام وزير الشؤون الاجتماعية خليل الزاوية في اطار التعرف لكن عمليا لم يقع تفعيل هذا اللقاء بجلسات جديدة للنظر في الملفات المطروحة.. منها افتتاح مكتب للضمان الاجتماعي في حفوز سنة 2010 لكن المنتدبين كانوا من مناطق مجاورة، ولا علاقة لهم بأبناء الجهة وعندما افتضح الامر وقع غلقه بعد 5 ايام فقط من افتتاحه وتم اجراء مناظرة مخصصة لابناء الجهة وضبطت الحاجيات على أساس فتح المكتب في جوان من السنة نفسها وقد تم ذلك فعلا لكن المنتدبين وفي مرحلة أولى خارج اطار المناظرة تم توزيعهم على مكاتب أخرى باسم مكتب حفوز وهو إهدار للمال العام انتدابات عائلية في رأس الجبل أما في سنة 2007 فقد تم فتح مكتب للضمان الاجتماعي براس الجبل وكان يقف وراء الانتدابات مسؤول (قيل أنه هارب حاليا) وجعلها انتدابات عائلية حيث فتح الباب للاقارب والأهل ودخل المدير العام على الخط وقام بدوره بانتدابات البعض عن طريق الوساطات، وقد تم ذلك أيضا دون اجراء مناظرة ولا يتوقف فساد بعض المسؤولين الكبار عند هذا الحد بل تجاوزه الى مستوى التأجير والامتيازات على غرار مدير عام تم الحاقه من احدى الوزارات بالادارة العامة للصندوق ومنح امتيازات وأموال رغم أن قرار التأجير الخاص به لم يمر على مجلس الادارة بل هناك مسؤول كبير اعتبره ضمن المستشارين ومكنه كتابيا من الجمع بين المنح الخاصة بعمله الاول في احدى الوزارات والمنح والامتيازات الجديدة في الصندوق وأسندت إليه منحة المستشارين وظل يتمتع بها إلى ما بعد الثورة رغم أن الوزارة الاولى أجابت في 2008 وبعد 5 سنوات من تمتعه بالمنحة كتابيا بأنه لا يجوز الجمع بين المنحتين وكان ذلك عن طريق رد كتابي ممضى من قبل محمد الغنوشي الوزير الأول آنذاك لكن الادارة لم تطبق المراسلة وقد غنم ما يفوق 70 ألف دينار بالاضافة الى كلفة خط الهاتف الجوال المقدرة ب5 آلاف دينار في نفس الاطار وفي نفس الملف هناك قضية ضد مدير عام سابق بالصندوق حول وصولات البنزين حيث كشفت الوثائق ان منشورا وزاريا يقر له بسيارة واحدة من الصندوق مع 500 لتر بنزين لكن تبين أنه وظف سيارتين اخريين تابعتين للصندوق على ذمته وكان يتزود بالبنزرين مباشرة من المستودع وحصل على 16 ألف لتر بنزينا في بضعة سنوات.. زوجة «المخلوع» حالة اجتماعية ! القضية الأخرى الشائكة أو الملف الذي يؤكد حقيقة الفساد هو منح ليلى الطرابلسي مسكنا اجتماعيا بالمنزه التاسع، وحسب القانون تبنى المساكن الاجتماعية عن طريق «سبرولس» لفائدة المضمونين الاجتماعيين، وقد تبين أن مديرا عاما سابقا أصبح في ما بعد وزيرا قد مكن حرم بن علي من مسكن اجتماعي ب40 ألف دينار في طابق ارضي مع حديقة.. بالاضافة إلى ذلك وقع اعفاؤها أيضا من معاليم التسجيل.. ومن الملفات الاخرى التي تمت احالتها على القضاء ما تعلق بالميدالية الذهبية التي صرفت من أجلها عشرات الملايين لتكريم «المخلوع» بمناسبة خمسينية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لكن الثورة لم تمهلهم ولم يتسلمها «المخلوع» ووقع استعادتها للبنك المركزي لكن السؤال المطروح هل أن الصندوق مؤهل لرصد مثل هذه الميدالية ومن وافق على تسهيل اجراءات احضارها..؟