رغم مضي أكثر من سنتين ونصف على ثورة 14 جانفي فان العديد من القطاعات بولاية الكاف التي عرفت التهميش في العهد البائد وعانت تصرفات موغلة في الفساد الذي مارسه ذلك النظام بالجهة لا تزال تعاني التهميش على غرار قطاع الصحة باعتبار ان الامكانيات المتوفرة تعتبر جد بسيطة مما جعل الخدمات المقدمة للمرضى دون المستوى المأمول فالمستشفى الجهوي بالكاف الذي يتوفر على بنية اساسية متميزة لا يزال في حاجة الى عديد التدخلات سواء على مستوى توفير الاختصاصات الطبية أو تدعيم الاطار الطبي وشبه الطبي الى جانب النقص الفادح في التجهيزات وحتى ما ورد بالميزانية التكميلية وكذلك المشاريع المبرمجة خلال ميزانية 2012 فإن العديد منها لم تنطلق بعد واشغال البعض الآخر تسير بشكل بطيء سواء فيما يخص توسعة الاقسام او تجهيزها بالمعدات الطبية الجديدة هذا بالاضافة الى عدم توفر الادوية بالشكل الكافي بصيدلية المستشفى اذ أن المواطن في اغلب الاحيان يكون مطالبا بشراء الادوية لعدم وجدوها بالمستشفى. اما بمراكز الصحة الاساسية والمستوصفات الموجودة بكافة معتمديات الولاية فانها تعاني من عديد الصعوبات والنقائص عاى غرار غياب الاطار الطبي وشبه الطبي وقلة التجهيزات الطبية والادوية وسيارات الاسعافات التي تنقل الاطباء والمرضى في الحالات الاستعجالية الطارئة ولهذا فان الوضع الصحي بولاية الكاف في حاجة الى تدخل عاجل من السلط المعنية لضمان مقومات افضل باعتبار ان صحة البشر يجب ان تكون من الأولويات المطروحة بالجهات الداخلية التي عانت على امتداد عقود الحرمان والاقصاء والتهميش وانتظرت بعد 14 جانفي ان تنعم بثمار ثورة الكرامة والحرية. عبد العزيز الشارني
ساقية سيدي يوسف: متساكنو عمادة سيدي رابح يطالبون بالتنمية تعدّدت في المدّة الاخيرة الوقفات الاحتجاجية لعدد من متساكني عمادة سيدي رابح الحدودية من معتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف للمطالبة بالماء الصالح للشراب و قد عبّر المحتجون عن استيائهم من تواصل تجاهل السلط المعنية للوضعية المأساوية التي يعبشها أهالي عمادة سيدي رابح حيث يقول أحدهم ان العمادة ظلت منسية منذ عقود رغم وجودها على الحدود الجزائرية التونسية ولم يتغير وجهها حتى بعد مضي اكثر من سنتين على ثورة 14 جانفي و يؤكد ان مطالب الاهالي مشروعة و هي تتمثل اساسا في توفير الماء الصالح للشراب بصفة منتظمة عن طريق الشركة الوطنية لاستغلال و توزيع المياه بدلا من الجمعية المائية التي عجزت عن القيام بالمهمة مذكّرا ان السلط المحلية و الجهوية كانت بشرت الاهالي بان مشروعا بقيمة سبعة مليارات سيمكّن العمادة من الماء الصالح للشراب و لكن لا شيء تحقق رغم مرور عدة شهور عن الوعد المذكور. و كذلك تدعيم الوحدات الصحية الحالية التي لا توفر الخدمات اللازمة للمرضى. ومن جهة اخرى أكّد المواطن فاروق ان العمادة أضحت منسية فهي عبارة عن منطقة نائية لم يتغيّر وضع سكانها و انعدمت فيها المشاريع التنموية و لم تنل حظها حتى بعدالثورة و العديد من الاهالي اضطروا للنزوح للمدن المجاورة في غياب مقومات العيش الكريم فشبابها سئم البطالة مما دفع بالبعض منهم للهجرة السرية و اغلبهم الآن في تعداد المفقودين و الموجدون الآن بالعمادة يتعاطون تجارة تهريب المحروقات بالرغم ممّا فيها من مخاطر و هذا لتوفير قوت عيش عائلاتهم ولهذا يناشدون السلط المعنية بضرورة ايلاء منطقتهم العناية اللازمة.