في قاعة مغلقة بعيدا عن عدسات التصوير وأنظار الصحفيين، ووسط أجواء صاخبة، وصراخ النائبة سامية عبو.. اجتمع الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي مساء أمس بعدد من النواب أغلبهم من النهضة للتباحث في سبل الخروج من الأزمة التي حصلت بسبب تعطل اجتماع لجنة السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والعلاقة بينهما التي يرأسها نائب المؤتمر من أجل الجمهورية عمر الشتوي.. ولكن سرعان ما انسحب النواب تباعا ولم يبق غير نواب النهضة. أما نواب التكتل ونواب المؤتمر فقد امتنعوا منذ البداية عن المشاركة في هذا اللقاء. وبعد دقائق قليلة غادرت عبو القاعة ترعد وتزبد وتتهم النواب الذين قبلوا بمسودة مشروع الدستور على ذلك الشكل بأنهم "باعوا البلاد وحطموا مستقبل الأبناء، ومصير الشعب.." وأضافت أن "هناك عمليات بيع وشراء للدستور وأن هناك التفافا على لجنة السلطتين وانقلابا عليها وقالت إن هذا الأسلوب الذي توخاه بن جعفر شبيه بما كان يفعله بن علي". وأضافت: "عيب أن تنعقد اللجنة بهذا الشكل.. وعيب أن يمرر مشروع الدستور للجلسة العامة بتلك الفظاعات لأن فيه تكريسا للاستبداد". أما النائبة إقبال المصدع فقالت إن الشروط القانونية لانعقاد لجنة السلطتين غير متوفرة بسبب عدم حضور رئيسها عمر الشتوي.. وبعد فترة وجيزة غادر النائب علي بالشريفة (الكتلة الديمقراطية) محتجا على عقد الاجتماع ثم غادر النائب سمير بالطيب (الكتلة الديمقراطية) الذي بيّن أن ما قيل خلال الجلسة هو أنه ليس اجتماعا للجنة السلطتين وإنما رغبة في إيجاد حل.. وأضاف أنه طالب بتكوين لجنة تتولى إعادة صياغة الباب العاشر أي باب الاحكام الانتقالية وأن تعاد التقارير للجان التأسيسية لتنظر فيها من جديد قبل الاعلان عن استكمال مشروع الدستور.. لكن الدكتور بن جعفر قال له إن اعادة التقارير للجان سيتطلب وقتا، فأجابه بأنه "سيكون من الأفضل قضاء أسبوع آخر في النقاش من أجل الوصول إلى التوافقات المطلوبة قبل الدخول إلى الجلسة العامة، عوضا عن الذهاب إلى استفتاء وإضاعة 6 أشهر..". أما النائبة ريم محجوب (الجمهوري) فرأت في البداية أنه لا بدّ من الدخول والتحاور بهدف إيجاد مخرج وبحث حل للمشكلة حتى تنعقد لجنة السلطتين، وقالت إنها ترى أن المقاطعة ليست حلا واقترحت على رئيس المجلس الوطني التأسيسي أن تجتمع كل لجنة تأسيسية تنهي أعمالها مع الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة لمدة خمسة أيام للنظر في مشروع أعمالها.. ولكنها غادرت القاعة عندما شرع بن جعفر ونواب كتلة حركة النهضة في النظر في أعمال لجنة السلطتين فصلا فصلا واحتجت على ذلك وقالت إن شروط انعقاد اللجنة التأسيسية غير متوفرة، ودعت لتحكيم العقل وتجاوز ما حدث يوم الجمعة الماضي لأنه لا يشرف المجلس.