من يقول تونس الخضراء يقول مناطقها الريفية التي حباها الله بطبيعة خلابة تسر الناظرين ومياه عذبة تروي ضمأ العطشان وهواء نقي يشفي العليل،، هذه المناطق أصبحت اليوم بسبب الأوضاع المأسوية التى تعيشها من نقائص عديدة في التنمية والبنية التحتية والمرافق الحياتية بل أن معضم سكانها على اختلاف فئاتهم العمرية يعانون من التهميش والفقر والبطالة في ظل تجاهل واقصاء من الجهات المسؤولة فى عهد المخلوع وتقصير في وسائل الاعلام في نقل معاناة هؤلاء المساكين. هذه المناطق عانت من الظلم والقهر فى عهد المخلوع وزمرته الفاسدة التي بنت أعشاشها في كل منطقة من مناطق الجمهورية. هذه المناطق كان من المفروض أن تصبح جنة على وجه الأرض وهذا ما كان يعلن عنه المخلوع فى كل المناسبات الا أنه امتص دماء أبنائها وتركها كالصحراء القاحلة ومرتعا للكلاب السائبة والخنزير الوحشي. ومتابعة للأوضاع المزرية التي ما زالت تعيشها مثل هذه المناطق زارت "الصباح" منطقة أم البشنة التابعة لمعتمدية فرنانة التي تبعد عنها حوالي 18 كلم هذه المنطقة عاشت محرومة ولا تزال تعيش الحرمان من أبسط مقومات العيش الكريم بسبب التهميش والفقر والبطالة والجوع والنسيان وهو ما يجعلنا نؤكد أن كل تونسي يفكر في زيارة هذه المنطقة الا وسيتألم للحالة المزرية التي وصلت اليها خاصة حالة متساكنيها الذين يواجهون مصاعب كبيرة مع اقتراب حلول فصل الصيف للحصول على الماء الصالح للشراب. أم البشنة ما زالت الى اليوم تفتقر الى الماء اذ يجبر متساكنوها وخاصة النساء والأطفال الى جلبه على ظهور البغال والحمير أو على ظهورهم وهذه المهمة الشاقة تتكفل بها خاصة النسوة اذ يجبرن على قطع مسافات طويلة للوصول الى العين. كل تونسي يفكر في زيارة هذه المنطقة الا وسيتألم ويبكي للحالة المزرية التي وصلت اليها خاصة متساكنيها وشبابها الذين يبدو لكل من يراهم وكأنهم قادمون من كوكب أخر، وتونس ليست بلدهم الأم التي ترعرعوا وكبروا فيها لأن المخلوع وأعوان سلطته المنصبة غيروا كل شيء فيهم حتى أصبحوا لا يحفظون الا جملة واحدة وهي "نحن بخير نحمد الله ونشكره والفضل يرجع لبن على الذي أدخل لنا النور والكياس ومكننا من مساكن ربي يفضلوا ويرحم والدين ولديه" هذا ما ما كان يقوله أهالي هذه المنطقة ومن يتجرأ ويقول عكس ذلك فسيلاقي العذاب الأكبر. هذه المنطقة تعاني من سوء حالة المسالك الفلاحية والطرقات ففي فصل الشتاء تتحول هذه الطرقات الى أودية ومستنقعات عميقة من المياه والأوحال ويعجز الكثير من التلاميذ عن المرور والوصول الى المدارس مما يجبر العديد منهم عن التغيب عن الدروس أو مغادرتها نهائيا بسبب قلة ذات يد أوليائهم. ورغم النداءات ومراسلات السكان الى الجهات المسؤولة والى بعض الأحزاب التى وعدتهم بوعود تبين أنها زائفة فأن شيئا لم يتغير في منطقة أم البشنة. ولنا أن نشير في ختام تحقيقنا هذا أن مواطني هذه المنطقة يعيشون فى بطالة دائمة ولا يجدون الأموال الكافية لشراء احتياجاتهم الاساسية. أهالي منطقة أم البشنة يلتمسون لفتة جادة وذلك بتمكينهم من مساكن اجتماعية، لأن المنازل التي يقطنون بها الان هي عبارة عن أكواخ متداعية وفلذات أكبادهم ينامون في بعض الأحيان وبطونهم خاوية فأحد المواطنين عبر عن استيائه الشديد من الأوضاع المزرية التي يعيشها الأهالي وبالرغم من محاولاتهم المتكررة لفت أنظار السلط الى أنهم يفتقرون الى أدني مقومات العيش الكريم وأن ظروفهم المعيشية تحت خط الصفر فان شكاويهم المتعددة كان مصيرها التجاهل المتعمد.