تعقيبا على المقال الذي نشرناه أمس للأستاذ شفيق الأخضر تحت عنوان: «الرشوة رشوة ويعاقب عليها القانون مهما كانت الدوافع والمبرّرات» اتّصلنا من الأستاذ منير البكوش بما يلي: حيث تعقيبا على مقال رأي للنقاش الوارد بجريدة الصباح ليوم 02/04/2008 بقلم الأستاذ شفيق الأخضر المحامي تحت عنوان «الرشوة رشوة ويعاقب عليها القانون مهما كانت الدوافع والمبرّرات» نود إبداء الملحوظات الآتية بخصوص الفصلين 55 و56 من القانون عدد 104 لسنة 1994 المؤرخ في 03/08/1994 والذي اعتبر فيه صاحب المقال أنه مجرما للرشوة في جميع الحالات مهما كانت الدوافع والمبررات. إن المشروع اشترط صلب الفصل 55 من القانون عدد 104 لسنة 1994 المؤرخ في 03/08/1994 شرطين أساسيين ومقترنين حتى تثبت جريمة الرشوة يتمثل الأوّل في قبول الهدايا أو العطايا أو الوعد بها والثاني التلاعب بنتيجة مباراة وهو ما يجرنا إلى التّساؤل الآتي هل أنّ قبول تحفيز مادي من شخص سواء كان محبا للجمعية أو غيره مهما كان شخصا طبيعيا أو جمعية أخرى له مصلحة في المباراة يؤسّس لقيام جريمة الرشوة. إن الرأي عدنا من الناحية القانونية الصرفة لا يؤسّس لقيام هذه الجريمة «لانعدام التلاعب بنتيجة المباراة» أحد مكونات جريمة الرشوة. إنّ الزّميل المحترم ذكرنا بالمبدأ العام في المادة الجنائية بأن لا جريمة بدون نص وفق ما نص عليه الدستور والمجلة الجنائية وطالما أن المشرع حرم صلب الفصل 55 من يتحصل على المزايا أو الهدايا أو الوعد بها قصد التلاعب بالنتيجة فإنه لا يجوز قانونا توسيع النص حتى يشمل من يتحصل على المزايا أو الهدايا قصد عدم التلاعب بالنتيجة وعليه فإن رأي المنصف بن سعيد قانوني ويتطابق والفصل 55 مع التأكيد على فرضيتي واقعيتين في الرياضة التونسية من ذلك تحفيز رئيس الجمعية لاعبيه لحاجته لتلك المباراة ربح بطولة أو إنقاذ فريق من السقوط بمنح مضاعفة قصد ربح مباراة معينة هل يعتبر رشوة؟؟ رغم أن واجب اللاعب ربح تلك المباراة أو تقدم محب معين لجمعية معينة وتحفيز اللاعبين على الملأ قصد كسب نتيجة مباراة معينة هل يعتبر رشوة؟؟ الجواب قطعا لا والنص القانوني حصر المقابل قصد التلاعب والتخاذل ولم يجرم الطريقة العكسية. ولعل تشجيع الفيفا لمثل هذه الممارسات يؤكد هذا التوجه حتى يتم تفادي التلاعب بالنتائج غير أنّ التّساؤل يبقى قائما في حالة وجود تلاعب بالنتائج من دون الحصول على مقابل مادي مهما كان نوعه هل يؤسّس لجريمة في القانون التونسي؟ مع فائق التحية والاحترام الأستاذ منير البكوش