من المناطق المهمشة والفقيرة التي عانت من الظلم والتهميش والفقر في عهد النظام البائد نجد منطقة "أرض الكاف" التابعة لمعتمدية عين دراهم والتي تبعد عنها حوالي 12 كلم وهي من الأوائل التي دخلها الاستعمار وقاومته حتى الاستقلال ليستشهد رجالها فداء للوطن. وها هي اليوم تعاني من الفقر والتهميش والحرمان والبطالة فلا طرقات معبدة ولا ماء صالح للشراب ولا مستوصف للتداوي ولا مساكن لائقة ولا دفاتر للعلاج المجاني ولا منح للعائلات المعوزة والمعاقين. هذه المنطقة تبقى من أشد المناطق فقرا والحالة الاجتماعية لمتساكنيها تدمي القلوب وتبكي العيون وكل من يزورها الا ويتألم للحالة المزرية التي يعاني منها أبنائها الذين ينامون في بعض الأحيان وبطونهم خاوية وحتي زيارة رئيس الجمهورية لهذه المنطقة في شتاء 2012 لم تغير شيئا وبقيت الحالة كما هي. ونحن نقوم بعملنا بهذه المنطقة التقينا بالمواطن حسونة بلعيدي البالغ من العمر 48 سنة متزوج وأب لخمسة أبناء منهم 4 يزاولون تعليمهم بالثانوي وواحد معاق يبلغ من العمر21 سنة. حسونة يعيش في ظروف اجتماعية قاسية فهو عاطل عن العمل ويقطن هو وأفراد عائلته في غرفة واحدة ففيها يأكلون وفيها ينامون وفيها يدرسون ورغم مكاتبته للسلط المسؤولة فلم يلق الا الوعود الزائفة وكانت فرحته لا توصف عند زيارة رئيس الجمهورية لمنطقته عندها نسي حسونة فقره وجوع أبنائه وبطالتهم وأبلغ الرئيس ما تعانيه منطقتهم من نقائص وفقر وجوع ونسيان، كلام حسونة أبكى رئيس الجمهورية الذي قال وهو يكفف دموعه"هل هذه المنطقة تشرف تونس وهي تعيش مثل هذه الظروف القاسية والمبكية' وتم الوعد بتمكين هذه المنطقة من كل احتياجاتها الضرورية لكن طال الانتظار حتى حل بها وفد من جمعية قطر الخيرية ليقف حسونة مرة أخرى ويبلغ عن احتياجات المنطقة كما فعل مع رئيس الجمهورية لتتعهد هذه الجمعية بتمكين منطقتهم ب5 مليارات بالتمام والكمال لتنمية الجهة لكن يقول حسونة أنه لم يتغير أي شيء وبقيت المنطقة كما هي فقر وجوع وبطالة وحرمان وتهميش وبقيت الوعود حبرا على ورق. حسونة يقول أنهم لا يطلبون صدقة بل يريدون حقهم في الحياة وتنمية عادلة تخرجهم من حياة الفقر والتشرد والجوع وتجعلهم مستورين كبقية خلق الله ويكفيهم وعودا زائفة ولأنه كما قال "ما يحس بالجمرة كان لعافس عليها" والقصد من هذا المثل هو أن أبناء هذه المنطقة هم الذين يحسون بالقهر والظلم والتهميش ولا أحد غيرهم يحس بذلك. حسونة أكد لنا أنه طلب من رئيس الجمهورية أن يحدد له موعدا لزيارته بالقصر ليطلعه بأكثر تفاصيل عن مشاكل ومعاناة سكان منطقته لكن طال انتظار حسونة ومازال ينتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر.