◄المسؤولون التونسيون تعهدوا لي بأن الدستور ينتهي في سبتمبر وأن الإنتخابات بين نهاية العام الحالي وبداية العام القادم ذكر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء أمس بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد خلال لقاء اعلامي انتظم في خاتمة زيارته إلى تونس التي تواصلت يومي 4 و5 جويلية الجاري أن فرنسا لم تكن إلى جانب تونس خلال الثورة سنة 2011 (مشيرا إلى أنه لم يكن في الحكم حينذاك) لكنها اليوم معها وستكون مع تونس والتونسيين في كامل المراحل القادمة من أجل انجاح الثورة. وجدد الرئيس الفرنسي ما كان أكده خلال مختلف تصريحاته وتدخلاته بمناسبة زيارته إلى بلادنا من أن الثورة التونسية يجب أن تنجح وأن قدر تونس أن تهدي منطقة المتوسط والمنطقة العربية هذا النجاح. وشدد فرانسوا هولاند الذي عبّر عن اعجابه بقصر النجمة الزهراء واصفا إياه بالمكان الخلاب مشيرا إلى أنه اختاره لتنظيم لقائه الإعلامي كي يشجع الفرنسيين على زيارة تونس ومعالمها الجميلة على أن زيارته إلى بلدنا كانت من أجل هدف واحد: مساندة الديمقراطية في تونس ومساندة التونسييّن في تطلعاتهم إلى الديمقراطية وإلى الحرية. هدف واحد يتمثل في مساندة ارساء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتحقق مساواة المرأة بالرجل. هدف واحد يتمثل في دعم الجهود من أجل بناء دولة المؤسسات الديمقراطية. وإذ عدّد الرئيس الفرنسي في نفس اللقاء الإتفاقيات والإجراءات التي تم الإعلان عليها لدعم التعاون الإقتصادي ومساعدة تونس اقتصاديا واجتماعيا وخاصة ما أعلنه من رسكلة للديون التونسية في استثمارات ببلادنا وتطوير الشراكة بين البلدين في مجالا الصناعات الغذائية والطاقة والسياحة والثقافة والنقل وغيرها فإنه نفى أن تكون زيارته قد اقتصرت على الجانب الإقتصادي. وأشار إلى أن الجانب السياسي كان في قلب الزيارة وأنه تناول قضايا الحريات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة بالخصوص وهي على رأس أولوياته في هذه الزيارة وقال أنه تحادث مع المسؤولين السياسيين ومع ممثلين في المعارضة وأنه تلقى تعهدات بخصوص عزم الجميع على انجاح الفترة الإنتقالية في تونس وقال في هذا السياق أنه علم خلال المحادثات التي أجراها مع كل من رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي أن الإنتهاء من صياغة الدستور لن يتجاوز شهر سبتمبر وأن الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة في تونس ستتم إما في نهاية العام الجاري (2013) أو بداية العام القادم (2014). وقال الرئيس الفرنسي أنه انتهى إلى أن الكل في تونس مسؤولون ومعارضة ممن تحادث معهم واعين تماما بالتحديات التي تواجه تونس والتي تواجه المنطقة العربية وفي إجابته حول نقاط التشابه بين مصر وتونس وما إن كان ما حدث في مصر يمكن أن يتكرر في تونس خلص الرئيس الفرنسي إلى أن مسؤولية تونس في هذا المجال جسيمة. ومسؤوليتها تتمثل في تحقيق النجاح كي تكون نموذجا يحتذى به في المنطقة خاصة وأنها كانت سباقة في الثورة. وجدد الرئيس الفرنسي بالمناسبة ما كان قد قاله في مختلف تصريحاته حول ما حدث في مصر إذ اعتبر أن إقالة الرئيس المنتخب يعبر عن فشل سياسي وجدد الدعوة إلى ضرورة العودة إلى الحل السياسي وإلى الإسراع بتنظيم انتخابات ديمقراطية في مصر. وعدّد الرئيس الفرنسي الرسائل التي قال أنه جاء محمّلا بها إلى التونسييّن وخاصة إلى الشباب التونسي وإلى نشطاء المجتمع المدني معلنا أن من مسؤوليتهم كذلك العمل على انجاح الثورة مشيرا إنه يمكن تحقيق بعض الأحلام التي لم يتسن من قبل انجاحها ومن بينها بناء فضاء متوسطي موحد يتنقل فيه الأشخاص بحرية. وجدد الرئيس الفرنسي من جهة أخرى ثقته في نجاعة العمليات العسكرية في شمال مالي وأعلن أن دولة مالي استرجعت أخيرا وحدة أراضيها مشيرا في اجابته عن سؤال حول ما إن كان تحدث في سياق لقاءاته مع المسؤولين السياسيين في تونس عن الإرهاب انه تم فعلا التطرق للموضوع وأن شركاءه التونسيين واعون تماما بالتحديات التي تواجهها المنطقة في هذا المجال. وحول نقل الأرشيف المتعلق باغتيال الزعيم فرحات حشاد قال الرئيس الفرنسي أنه المسألة وإن تأخرت كل هذه الأعوام ( منذ 1952 ) فإنه لا بد من القيام بالحركة مضيفا: لم يفت الأوان حتى ولو طالت المدة.